0
زوايا الاخبارية -دبي، الإمارات العربية لمتحدة (CNN)┃




لا تعبر مسارات كثيرٍ من الماراثونات تحت لافتات كُتب عليها أسماء مدنٍ كالموصل أو بغداد.
ومن النادر أيضاً إيجاد ماراثونٍ تحميه قوات البيشمركة الكردية، والتي أدت دوراً أساسياً في محاربة تنظيم الدولة في العراق.  
لكن، قد تكون تلك الأمور طبيعية جداً في ماراثون موجودٍ في العراق، وفي إقليم كردستان بالتحديد.
وأُقيم ماراثون إربيل الدولي للمرة الأولى في العام 2011، ليصبح أحد الفعاليات الترفيهية في المنطقة.
ونُظّمت الفعالية بشكل سنوي منذ ذاك العام، باستثناء العام 2014، حين استولت قوات داعش على مناطق لا تبعد أكثر من ساعة واحدة عن عاصمة إقليم كردستان العراق، إربيل.
واليوم، وبعدما عاد القتال المسلّح للاقتراب من إربيل مجدداً-- لكن هذه المرة ما بين القوات الفدرالية العراقية وقوات البيشمركة الكردية-- أُلغي السباق الذي يبلغ طوله 42 كيلومتراً.
وبعد استفتاء الاستقلال الذي جرى في إقليم كردستان العراق في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وما أثاره من جدل واسع، أمرت بغداد بمنع الرحلات الدولية في مطارات كردستان، ما جعل الوصول إلى الماراثون صعباً للمشاركين المقيمين في دولٍ أجنبية. لكن، بلغ عدد المشاركين المقيمين في الخارج 550 مشاركاً، قدموا إلى إربيل بحلم قطع السباق كاملاً.
أيضاً، لم يتمكن بعض العراقيين الراغبين بالمشاراكة من الوصول إلى إربيل، نظراً إلى العمليات العسكرية على الحدود ما بين أراضي الإقليم والعراق.
وبلغ مجموع المشاركين بالماراثون ألفي شخص، شاركوا في سباقات الـ 5 كيلومترات والـ 10 كيلومتر. ومثّلت النساء 20 في المائة من المشاركين. وفي العام الماضي، بلغ عدد المشاركين في الماراثون خمسة آلاف شخص.
وفي حديث مع CNN، قال أحد منظمي الماراثون، عبد الستار يونس: "شعرنا بأهمية الصمود، والاستمرار بإقامة النشاطات الأقصر مسافة لهذا العام، لنُري العالم أن هناك حياة في إربيل، ولتقديم رسالتنا حول السلام."
وأضاف: "بالطبع، أمِل العراقييون الذين وصلوا إلى إربيل بركض الماراثون كاملاً، إلا أن أملهم قد خاب. لكنهم تفهّموا قرارنا بإلغائه. وإن شاء الله، سنقيم الفعالية كاملة العام المقبل."
وبتاريخ الـ 27 من أكتوبر/ تشرين الأول أقيم السباق. 
ولحق المصورون التابعون للقنوات التلفزيونية المحليّة المشاركين بالسيارات.

ويختلف هذا السباق كثيراً عن ماراثون طهران، الذي منع النساء من المشاركة في ماراثون الـ 42 كيلومتراً، بسبب القوانين الصارمة في البلاد، والتي تنص على الفصل ما بين الجنسين، تماشياً مع السلطات الإسلامية المحافظة في البلاد.
لكن، يعتبر إقليم كردستان العراق متنوعاً دينياً وعرقياً، خاصة وأن من سكانه المسيحيين والأيزيديين والمسلمين السنة والشيعة.
ويضيف عبد الستار: "يمكن للنساء ارتداء ما يحلوا لهم عند الركض...لديهنّ حرية الاختيار هنا."
وتقول المتسابقة أمل خضر، والتي فازت بسباق الـ 10 كيلومتر: "كردستان مكان عظيم للنساء." وسافرت خضر من مدينة كركوك العراقية، حيث مركز الصراع ما بين القوات الكردية والقوات العراق، للمشاركة بهذا السباق.
وأقيم السباق تحت رايات إقليم كردستان العراق، وأنغام الموسيقى. وأُستهلّت حفلة توزيع الجوائز باستعراض للفنون القتالية.
وتمكّن بعض المتسابقين الأجانب من الوصول إلى إربيل، ومشاهدة جانب غير معتاد للعراق. ويقول مارك كريفن، وهو عدّاء بريطاني شارك في الماراثون: "فعالية الركض تجعل المنطقة تبدو طبيعية أكثر."
وأضاف: "عندما أخبرت الناس بأني قادم إلى هنا، توقعوا أني قادمٌ للركض حول إربيل بمفردي. لدى الكثيرين نظرات مغلوطة حول ماهية هذا المكان."
ووصل كريفن إلى إربيل عن طريق السفر براً من جنوب تركيا، المتاخمة لإقليم كردستان العراق.






إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى