زوايا الاخبارية -دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) ┃
ولد فنانا الغرافيتي اللبنانيان محمد وعمر قباني خلال الفترة المظلمة من تاريخ لبنان التي خيّم فيها شبح الحرب الأهلية، والتي امتدت ما بين العامين 1975 و1990.
وعاد التوتر في الأسابيع الأخيرة ليخيم
على البلاد، إثر إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من
منصبه، ولاحقاً إعلانه عن تعليق قرار الاستقالة.
لكن، لم تُثنِ الأوضاع المحلية
المضطربة هذين التؤمين، اللذان يبلغ عمرهما 34 عاماً، عن إظهار صورة أشمل
لبلدهما، بعيداً عن الطلقات والأسلحة والانفجارات.
وقضى الأخوان أسابيعاً في طلاء كلمة "سلام" على أسطح مجموعة من الأبنية
في مدينة طرابلس اللبنانية، ضمن مشروع أطلقاه يدعى "ASHEKMAN" لفن الشارع.ولقّب المشروع، الذي أُكمل في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، بـ "Operation Salam."
وفي حديث مع CNN عبر تطبيق "واتساب،" قال محمد قباني إنهم استخدموا عدة طائرات بدون طيار لتوثيق خطوات إنجاز المشروع، لضمان دقّة النتيجة النهائية قدر الإمكان.
ويظهر حجم المشروع العملاق عبر صورٍ التقطت على ارتفاع 300 متراً.
وهذا ليس مشروع الغرافيتي الأول للأخوين قباني في لبنان، لكنه الأضخم لهما، وغطّى أسطح 85 مبنى على امتداد 1.3 كيلومتراً مربعاً.
واختيرت مبانٍ منتشرة بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، نظراً لحوادث العنف التي نشبت بين المنطقتين لسنوات لأسباب طائفية، التي وقع آخرها في العام 2014.
ولا تزال آثار تبادل إطلاق النار تغطي كثيراً من المباني في المنطقتين، التي لا يزال بعضها غير مناسبٍ للمعيشة.
ويقول محمد: "المنطقة هي جبهة حربية سابقة.. لكن، يرغب الجانبان بالعيش بسلام." ومن جهته، يعتبر عمر أن سكان المنطقة "يسامحون ولكن لن يستطيعوا النسيان،" ما وصفه بالأمر الـ "عادي،" بسبب سقوط كثيرٍ من الضحايا من الجانبين، على حد قوله.
ويقرّب المشروع المجتمعات من بعضها بعضاً، وساهم في إتمامه 50 شخصاً من سكان المنطقة، الذين ساعدوا الأخوين في إيجاد مواقع للتصوير.
وللمشروع فوائد عملية لسكان المنطقة، لأن الطلاء الذي استخدم لتغطيه الأسطح مضاد للمياه، ويساعد في تبريد البيوت خلال أشهر الصيف.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم