0
الانتصار على النفس:

الأناة في الأمور،والصفح عن المسيء،والإحسان إليه،مع القدرة على الرد عليه،ويختلف عن العفو في فارق الزمن،فقد يكون العفو عن إساءة قديمية،بينما الحلم يكون في وقت الإساءة فيصبر الحليم عن الإساءة،ويقابلها بالإحسان والصبر.
قال الله تعالى:{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. 
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء)".
والحلم يدل على قوة ضبط النفس والسيطرة على وقت الغضب،وعدم الاستجابة لاستفزاز أحد،وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
والحلم صفة هامة للداعية والمربي،تجمع القلوب، وتعطي قدرا كبير من الصلابة في مواجهة أشد المواقف وأحلكها،وهو أول ما يمتحن به الخلق الحسن،إذ يقرب الغريب،ويذهب العداوة، ولا يستوي هو والتهور أبدا،والحلم ليس دليل ضعف،لأن المالك لنفسه عند الغضب هو القوي في الحقيقة.
والإسلام رغم أنه يعطي النفس حقها في مقابلة السوء بمثله حيث قال الله تعالى:{ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.
إلا أن الانتصار على النفس بالحلم والصفح أقرب إلى كمال الخلق، وأكثر جلبا للأجر لذا عقب الله تعالى على الآية آنفة الذكر بقوله:{ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.
والداعية الناجح،والمربي الغيور،هو الذي يهتم بالحلم والعفو ليحصل على غرضه، ولا يجعل الغضب والانتقام همه، لأن ذلك ينفر المدعوين ويكون حاجزا بينهم وبين الدعوة وقبول التوجيه).

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى