احتفى القرآن الكريم بأسلوب التربية بالحوار مبيناً أهميته في تثبيت المعلومات والوصول إلى الحقائق.وعن الحوار الذي تم بين إبراهيم والنمرود.يقول الله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.وقد اشتملت السنة الشريفة على أسلوب التربية بالحوار بدا ذلك واضحاً في العديد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم،كذلك الحديث المشهور بحديث جبريل عليه السلام الذي سأل فيه جبريل النبي صلى الله عليه وسلم والإيمان والإحسان وعن موعد قيام الساعة،وقد نوه الرسول صلى الله عليه وسلم بأهمية هذه الأسئلة وإجاباتها في التعليم حيث قال في نهاية الحديث"هذا جبريل آتاكم يعلمكم دينكم.وقد بوب البخاري في صحيحة باب بعنوان"طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم وأخرج عن عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي؟قال فوقع الناس في شجرة البوادي قال عبدالله فوقع في نفسي أنها النخلة،ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله ؟قال هي النخلةففي الحديث محاورة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين يتعلمون علي يديه وقد صور لهم الأشياء المعنوية وهي صفات المسلم بالأشياء المحسوسة المنظورة وهي النخلة وعندما صعب عليهم الجواب طلبوا من الرسول بيان الإجابة حتى تتم الفائدة ولأسلوب التربية بالحوار أهمية واضحة في تقوية الحجة والتمرن على سرعة التعبير والمناقشة والتفوق على الأقران والتعود على الثقة بالنفس،وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخدم أسلوب الحوار للتشويق وإثارة الانتباه فكان يسأل عن معاني بعض الألفاظ المعروف معانيها عندهم ليجيبوه بما يعرفونه من معانيها المشتهرة بينهم فإذا فعلوا ذلك بادر إلى تفسيرها وإعطائها المدلول الجديد الذي يريده،وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم"أتدرون ما المفلس؟قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"ولعل من أهم أنواع التربية بالحوار تلك العبارات التي كان يلقيها الرسول صلى الله عليه وسلم بصورة تشد الانتباه شداً كمثل قوله يوما عند أصحابه"والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن،هكذا بصيغة القسم وبالتكرار الذي يفيد التأكيد بضمير الغائب الذي لا يعود على مذكور،فالفعل المنفي لا يعرف من فاعله ولهذا قال الصحابة يا رسول الله لقد خاب وخسر من هذا؟فقال صلى الله عليه وسلم(من لا يأمن جاره بوائقه).هذا ومن الضروري أن يكون المعلم مؤمناً محباً لرسالة العلم راغباً في الارتقاء بتلاميذه مستخدماً في ذلك كل أسلوب ممكن .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم