إن
المعترك بين الحق والباطل مستمر بين الشر، ولو اختفى الباطل لما كان هناك
حاجة للنهي عن المنكر،كما أن وجود من يمثل القدوة والسيئة ويدعو لها، ووجود
من يقتفي أثرهم من الجهال، وأصحاب الأهواء، يُحتم أهمية وجود القدوة الصالحة الناضجة التي تُرد وتدحر
من يمثلون القدوة السيئة، فقوم موسى عليه السلام، وهم مع نبيهم لما جاوز
الله تعالى بهم البحر، مروا على قوم يعدون تماثيل،فطلبوا من موسى أن يجعل لهم تمثالاً مماثلاُ لهم،واقتداء بهم.فظهرت هنا أهمية وجود القدوة الصالحة التي تعبر عن الحق وتنصح له والتي يمثلها في هذا الموقف موسى عليه السلام.
قال تعالى:{ وَجَاوَزْنَا
بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ
عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا
لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ* إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ* قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}.
وحدث مثل هذا في عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،فعن أبي وأقد الليثي أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين،قال:وكان للكفار سدرةيعكفون عندها،ويعلقون بها أسلحتهم،يقال لها ذات أنواط ،قال فمررنا بسدرة خضراء عظيمة،قال،فقلنا:يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة،قال إنكم قوم تجهلون، إنها لسنن،لتركبن سنن من كان قبلكم سنة سنة".فوجود أهل البدع والأهواء والأفكار الهدامة بين أفراد الأمة يؤكد أهمية وجود القدوة الصالحة التي تمثل للناس المنهج الإسلامي، وتردهم إليه كلما انحرفوا عنه أو وجدوا القدوة السيئة التي تزين لهم فعل المنكرات.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم