ويمكن إجمال هذه الفوائد في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حاز فضائل الخير كلها،حتى غدا قرآناً يمشي على الأرض.
القرآن
الذي أراد الله تعالى للناس جميعاً أن يتمسكوا به،ويهتدوا بهديه،ويتخلقوا
بأخلاقه،ويتأدبوا بآدابه،ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينجح في
ذلك لو كان اقتصر على التخلق بأخلاق القرآن الكريم دون المشاركة الوجدانية
للمجتمع،التي تجعله يعيش حياة الناس،ليشعر بشعورهم ويتفاعل مع آرائهم
وحياتهم،ويتداخل في تقاليدهم وشؤونهم كافة،بصدق وفهم مع الجميع ولا تفرقة
عنده في ذلك بين غني وفقير،أو رئيس أو مرؤوس،أو رفيع ووضيع.
إن
القدوة الكامل هو من يجد كل فرد من بني البشر فيه أسوة له في كل ما يريده
من أمور الدنيا والآخرة،والإنسان السوي ينشد مثالاً يقتدي به في كل عمل
يقدم عليه في غناه وفقره،وفي سلمه وحربه.
وإنه
ليس في الدنيا أحد يصح أن يكون للإنسانية أسوة من سيرته وحياته غير سيرة
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحياته،والتاريخ أصدق شاهد على ذلك.
ولقد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم جيداً فائدة القدوة في
التربية،ويعلم جيداً مدى اهتمام أصحابه وتلاميذه بالإقتداء به والتأسي
بهديه لذلك نراه حين أراد التخفيف عنهم في أمر ألزموا أنفسهم العزيمة فيه
يبدأ بنفسه فيتابعونه عليه،مقتدين به ومتأسين بفعله،فمثلاً:إفطاره علانية
أمام الناس عند فتح مكة ويوم حنين.
روى
الإمام البخاري عن أبن عباس رضي الله عنهما قال:(سافر رسول الله صلى الله
عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان،ثم دعا بإناء من ماء فشرب
نهاراً،فأفطر حتى قدم مكة).
وكان
الرسول صلى الله عليه وسلم يستخدم القدوة كأسلوب تربوي لأصحابه وتلامذته
في أغلب خصال الخير وأنواع الهدي،وهذه بعض سحابا يا رسول صلى الله عليه
وسلم وصفاته التي اتصف بها،والتي هي من أسباب شخصية القدوة التي يجب على
المسلمين عامة وعلى القدوات خاصة التحلي بها تأسيساً برسول الله صلى الله
عليه وسلم.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم