0




 
محمد آل فيه -واس: تبوك
تشهد محافظة الوجه هذه الأيام كغيرها من المواقع الساحلية والسياحية بمنطقة تبوك, إقبالا متزايدا من قوافل الزوار الذين قدموا من داخل المنطقة وخارجها للبحث عن الأجواء الدافئة نسبياً مقارنة بباقي مدن ومحافظات المناطق الشمالية التي تدنت فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر, في حين يتوقع أن تبلغ نسبة الإشغال للفنادق والوحدات السكنية بالمحافظة خلال الأيام القادمة 100% نظراً لتوافق هذا الإقبال الملحوظ مع إجازة منتصف العام الدراسي .
وتعد محافظة الوجه بموقعها الجغرافي من أهم أماكن السياحة لما تتمتع به من مقومات جاذبة ومواقع تاريخية تعد ثروة وطنية ومقصدا سياحيا مميزاً على مستوى المملكة وخاصة في فصل الشتاء, حيث يحتضنها البحر بأمواجه وشواطئه وسط أجواء معتدلة لا تتجاوز درجة الحرارة المتدنية فيها الـ 18 درجة, وتحيط بها الجزر الـخمس التي اشتهرت بها وعرفها كل من زارها وتعتبر شواطئ المحافظة من أكثر شواطئ البحر الأحمر صفاءً وجمالاً مما يجعلها عامل جذب سياحي خاصة لهواة الغطس واكتشاف الأعماق والباحثين عن صيد الأسماك لا سيما جراد البحر " الاستاكوزا " الذي تتميز به عن غيرها.
وتحتضن محافظة الوجه بين جنباتها أعرق تاريخ , حيث تحمل آثاراً تاريخية بناها الآباء والأجداد وحافظ عليها الأحفاد، ولا تتوقف السياحة على ما تتمتع به من آثار ومناخ وشواطئ وجزر بل إن السائح يشيد إكباراً بسكان الوجه بما يتمتعون به من الكرم الحاتمي، وهذا ما تؤكده المصادر التاريخية بالترحيب بالضيوف ولا يمكن لأي زائر أن ينساه .
ومن معالم محافظة الوجه التي يتنبه لها الزائر فور وصوله لمشارفها هضبة البلدة القديمة التي تقف شاهدة على مرحلة بدايات قرنين ماضيين، حيث كان يعيش السكان حياتهم اليومية على تلك الهضبة، التي ازدهرت قديماً فيها الحياة أكثر من غيرها من البلاد، فانطلقت فيها الحياة الثقافية والتجارية والحركة الاقتصادية, بسبب سهولة مواصلاتها البحرية واتصال سكانها اتصالاً مباشراً بالعالم الخارجي .







 وتشتهر الوجه بمعلمها الشهير ومينائها الطبيعي الذي يعد من أهم الموانئ الطبيعية على البحـر الأحمر قبل وبعـد الإسلام حيث لعب دوراً كبيراً في عمليـة التنشيط التجاري بين موانئ البحر الأحمر، وقد عرف قديماً بميناء الحجر " مدائن صالح " واستخدم من قبل دولة الأنباط وازدادت أهميته بالعصور الإسلامية خاصـة بالعصر الأيوبي والمملوكي والعثماني ومع الحرب العالمية الأولى حتى أواخر التسعينات من القرن الرابع عشر الهجري .
وتتمتع بوجود العديد من المعالم الأثرية ومنها السوق القديم الذي يقع على الشفة الشمالية للميناء القديم، أسفل الهضبة التي تقع عليها مدينة الوجـه الحديثة، حيث شهد السوق القديم حركة تجارية ضخمة قديماً إذ كان يمر عليها الحجاج وهو ما يفسر ازدهار الوجـه طوال قرون عديدة دون غيرها من المـدن الأخرى، وللسوق القديم بوابة أنشئت لحمايته ولا تزال المناخة قائمة وشاهدة على مجد تليد شهدته محافظة الوجه لقرون عديدة.
كما أن بها قلعتان تشرف إحداهما على الميناء في حي القرفاء وهي مرتفعة تشرف في جزئيها على القديم والحديث من البلدة، وكذلك على السوق القديم، وقد بنيت في عـام 1276هـ والأخرى في شرق الوجه وتعرف بقلعة الزريب وبنيت في عام 1026هـ لحماية قوافل الحجيج وحولها من المنازل المهدمة والبرك والآبار في ذلك الزمان .
وتضم المحافظة مجموعة من المساجـد والزوايا القديمـة التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من 200 سنة أهمها مسجد الأشراف، والبوق والبديوي والسنوسية وأبو نبوت, وبها أول مورد لحفظ مياه الأمطار وتأمين المدينة وسكنها من العطش من خلال 20 صهريجاً عملت حتى باتت محافظة الوجه من أولى محافظات المملكة في تحلية مياه البحر .
وتشتهر الوجه إلى جانب طبيعتها البحرية, بمتنزهاتها البرية التي تجمع مـا بين الصحاري الرملية والجبال الصخرية والأودية مثل وادي حرامل الغني بنبتة الأراك ووادي الزريب .


إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى