صنعاء / شموخ احمد :
مؤسسة "المصدر" الصحفية والتى تعد من أهم المؤسسات الصحفية في اليمن بحسب بيان لها أضطرت الى إلى نقل النشاط التحريري لموقعها إلى خارج اليمن لأسباب لوجستية وأمنية.
وجاءت هذه الخطوة بعد سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح على مقر الموقع
والصحيفة في العاصمة صنعاء، والتمركز فيه، وملاحقة الزملاء العاملين،
وقيامها بمصادرة التجهيزات الخاصة بالعمل بما في ذلك أجهزة الكمبيوترات
المحمولة الخاصة، كما قامت بحجب ثلاثة روابط للمواقع خلال أسبوع واحد.
ويتولى حالياً عدد من الزملاء في أكثر من دولة خارج اليمن تحديث الموقع
بالمواد الصحيفة، نتيجة تعذر العمل في الداخل، حيث غادر كثير من الزملاء
العاملين العاصمة صنعاء، في حين يجد البقية صعوبة في تحديث المواد الصحفية
للموقع بسبب الحجب المتكرر لروابطه، فضلاً عن عدم توافر الإنترنت لدى بقية
الزملاء الذين اضطروا أيضاً إلى تغيير مواقع سكنهم داخل صنعاء.
وفي بيانها قالت مانصه "توجه إدارة التحرير دعوة إلى القراء الأعزاء في الداخل والخارج للتبرع
للموقع كي يواصل نشاطه في هذه الظروف الصعبة، متعهدة أن يظل أداؤه محكوماً
بالمعلومة الدقيقة والموضوعية ونزاهة الكلمة, كما كان عهد جمهوره به منذ
انطلاقته."
وفي اطار الاوضاع الصحفية في اليمن كتب الصحفي اليمني شادي باشين لم تمر الأيام الأخيرة منذ بدء الضربات الجوية
بسهولة على الصحافيين اليمنيين، إذ تتعاظم المخاطر المحدقة بهم يوماً بعد
آخر، مع تسارع الأحداث واتساع الاضطرابات في البلاد.
ومن المواجهات المسلحة على الأرض، تواصل طائرات تحالف "عاصفة الحزم"
غاراتها الجوية، بينما تتزايد المخاوف لدى الصحافيين اليمنيين من استهدافهم
خصوصاً مع سقوط ضحايا من المدنيين.
وبدأت ما باتت تعرف بـ"عاصفة الحزم"، ضرباتها الجوية قبل نحو أسبوع،
وتقول إنها تستهدف مواقع عسكرية موالية للرئيس السابق وجماعة أنصار الله
(الحوثيين).
وقال الصحافي عدنان الجبرني، إن المخاطر تتضاعف كل يوم على الصحافيين في
اليمن، خصوصاً بعد بدء عمليات عاصفة الحزم، مضيفاً: "لا نستطيع التحرك أو
النزول إلى الأماكن التي يجري فيها القصف لنتأكد مما يقال عن سقوط ضحايا
مدنيين".
وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، "نتحاشى تعريف أنفسنا كصحافيين في ظل تهديدات قيادات المليشيا المسلحة وإرهابها للصحافيين".
وتابع: "بالنسبة إلى وضع العمل الإعلامي بشكل عام فهو في أسوأ مراحله في
تاريخ اليمن الحديث، وهناك مواقع إلكترونية تنضمّ إلى قائمة الحجب كل يوم،
بالإضافة إلى إغلاق صحف وقنوات تناوئ سلطة الحوثيين".
ولم تتعرض أي مؤسسة إعلامية للأضرار من جراء القصف، إلا أن تصريحات
الناطق باسم عملية "عاصفة الحزم" العميد الطيار أحمد عسيري بخصوص استهداف
وسائل الإعلام التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة أنصار الله
(الحوثيين)، أثارت قلق الصحافيين.
وأعربت حينها نقابة الصحافيين، عن قلقها البالغ، بعد تلقيها النبأ
وطالبت بعدم إقحام وسائل الإعلام في الصراعات والأعمال العسكرية، محذرةً في
هذا الصدد من مغبة أية خطوة من هذا القبيل ضد أية وسيلة إعلامية في اليمن.
واضطر صحافيون إلى النزوح مع أسرهم إلى القرى، مع تكثيف طائرات التحالف
غاراتها على العاصمة صنعاء ومدن عدة واتساع رقعة المعارك التي يخوضها
الحوثيون، بينما فضّل آخرون زيادة فترات البقاء داخل المنزل، دون الحاجة
إلى النزوح.
ومع إغلاق الحوثيين لعدد من المقار الإعلامية، وحجبهم للمواقع
الإخبارية، ضاعف الأمر من مخاوف الصحافيين، باعتبارهم المستهدف الأول،
خصوصاً مع تحريض يتعرضون له من قبل عدد من قيادات الجماعة.
وفي مدينة عدن (جنوبي البلاد)، انقطع بث تلفزيون "عدن" الحكومي،
الأربعاء، بالتزامن مع مواجهات عنيفة اندلعت في المحافظة بينما تردد الحديث
عن محاولات "قرصنة" تعرض لها تردد المحطة.
ولا تزال صحف ورقية تصدر، لكن الخشية تساورها من حدوث أي أمر مفاجئ قد يضعها ضمن قائمة وسائل الإعلام المعطلة بسبب الأحداث الأخيرة.
وقال الصحافي محمد الجرادي لـ"العربي الجديد"، إن العمل الإعلامي في
اليمن شبه متوقف، وإلى جانب الوضع الأمني المتدهور هناك حملات إرهاب وتنكيل
تقوم بها جماعة الحوثيين ضد الصحافيين والإعلاميين. لكنه قال إنه رغم
الأوضاع المتردية، فإن وسائل الإعلام تحاول مقاومة ذلك، ويستعين أغلبها
بالمعلومات والصور، التي ينشرها صحافيون ونشطاء في مواقع التواصل
الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، بسبب هذا المناخ غير المأمون.
العربي الجديد

إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم