0
التربية الاجتماعية بالتعاون:
تقوم التربية الإسلامية على اعتبار المجتمع المسلم كيانا حيا واحدا فقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المجتمع بالجسد  حيث قال:
(ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى).
وعلى هذا الأساس العظيم رغب القرآن بالتعاون فقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.وتدل الآية على أن أواصر المحبة التي يقوم عليها التعاون بين أفراد المجتمع المسلم،إنما تقوم على تحقيق الخير والبر وعلى التقوى أي الخوف من ارتكاب معصية أو شرك بالله،أو بعد عن شريعة،أو إيذاء بغير حق.ولذلك نهى الله عن أن يكون التعاون في الإثم والعدوان.
وهذا ما يميز التربية الإسلامية،التي تربي المواطن المؤمن على تحقيق الخير والبر والعدل دون تعصب،هذا ما يميزها عن التربية القومية التي تستهدف إيجاد"المواطن الصالح"الذي يتعصب لقومه ووطنه دون أن يستهدف خيرا أو عدلا أو يبعد شرا عن الآخرين.
ومما يحقق معنى التعاون في التربية الاجتماعية الإسلامية،قضاء حاجات الناس،والتفريج عنهم،وستر عيوبهم،ونصحهم على انفراد،إن كانت من العيوب التي يمكن تركها.
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:المسلم أخو المسلم:لا يظلمه ولا يثلمه. من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى