اتخذ الرسول صلى الله عليه
وسلم المجتمع بأمر من الله وسيلة التأديب من تخلف عن الحرب،فأمر الصحابة
بمقاطعة الثلاثة الذين تخلفوا عن تقديم أنفسهم للجندية،حين أعلن النفير
العام،فكانت التربية بواسطة الضغط الجماعي الواعي المقصود من ابلغ الوسائل
وأشدها تأثيرا في النفوس.
وقد وصف الله تعالى بعض نتائجها النفسية وصفا بليغا حيث قال تعالى:
{لَقَد
تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ
اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ
فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ
رَّحِيمٌ* وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ
عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ
وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ
عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
فأشار
إلى الأثر الذي بلغه المجتمع المسلم من نفوس أفراده،فأحاطها من كل
جانب،حتى أن أحدهم تضيق به الدنيا عندما يقاطعه ويهجره جميع أفراد المجتمع
من أجل مرضاة الله.وهكذا نرى أن الرجوع إلى أمر الله وتحكيم شريعته في
تنظيم المجتمع،من أهم مصادر الروابط والتصورات والأهداف الاجتماعية.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم