0
الشخصية السوية:
عرف الزهد بأنه عبارة عن انصراف الرغبة في الشيء إلى ما هو خير منه شرط أن يكون المرغوب عنه مرغوباً فيه.وليس بترك الطعام،ولبس الخشن من الثياب،إنما احتقار الدنيا وإفراغ القلب منها.
فالزهد من أعمال القلوب قبل أن يكون من أعمال الجوارح،والزهد هو ترك الشيء والإعراض عنه وهو ضد الرغبة،وعلى هذا ليس إخلالاً بالزهد من ملك الثروات الهائلة،وكسب الأموال الطائلة،إذا كان زاهداً فيها،معرضاً عنها،لم تدخل قلبه ولم تتجاوز يده،وليس الزهد المطلوب،مقتصراً على الأموال فحسب بل يتعدى ذلك إلى الأمور الشعورية والنفسية،كالزهد في حب الرئاسة والجاه والسمعة، وذياع الصيت،وغيرها،والزهد ليس مطلوباً لذاته،إنما لما يترتب على وجوده من أمور تعد الميزان الصحيح للشخصية السوية، ذاك أن التكليف في الإسلام مبنى على الثواب والعقاب،فمن أخل بالزهد بقدر ولو بسيط،فإن ذلك يخل بآخرته على مقدار ذلك الخلل.وإن الحرص على أي أمر من الأمور المطلوب الزهد فيها يعد خللاً في المواصفات الشخصية الإسلامية السوية، ومن هناك تكمن أهمية الزهد، وضرورة اعتماده وسيلة هامة من وسائل التربية في المجتمع الإسلامي.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى