0
الانتفاع بالعلم:
لكي ينتفع المرء بعلمه يجب أن يعمل بما علم ليكون فعله مطابقا لقوله فمن أمر بخير يجب أن يكون أول عامل به،ومن نهى عن شر يجب أن يكون أول مقلع عنه.
أما من خالف فعله قوله وخالفت سريرته علانيته فهو ممقوت عند الله وعند الناس.في كتاب الله آيات تذم كل من يخالف فعله قوله وتنكر عليه هذا الصنيع منها:قوله تعالى:
{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}.
وقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.
ففي الآية الأولى ذم الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب الذين يأمرون الناس بالخير وينسون أنفسهم فلا يأتمرون بما يأمرون الناس به مع أنهم يقرؤون الكتاب ويعلمون ما فيه. 
قال إبن عباس:"كان يهود المدينة يقول الرجل منهم لصهره والذوي قرابته ولمن بينه وبينه رضاع من المسلمين:
أثبت على الذي أنت عليه وما يأمرك  به هذا الرجل يريدون محمدا صلى الله عليه وسلم.فإن أمره حق فكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه".وقد ذم الله سبحانه وتعالى هؤلاء على صنيعهم هذا ونبههم إلى خطئهم في حق أنفسهم حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر ولكن على تركهم له،فإن الأمر بالمعروف واجب على كل عالم ولكن الأولى بالعالم أن يفعله مع من أمرهم به ولا يتخلف عنهم،لأنه بلاشك سيكون قدوة لهم.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى