◀د عبدالله العويسي |
◀محمد اليحيا ┃ الرياض:
اختتمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي مخيمها الذي اقامته في جزيرة زنجبار بتنزانيا بعد عمل وخدمات دامت ثمانية أيام على التوالي تم فيها انجاز 253 عملية جراحية كما تم معالجة 2262 مريضا واستضاف الخيم خلال الأيام الثمانية الماضية كموقع مستشفى شاكي –شاكي والذي يضم خمسة تخصصات طبية الجراحة العامة وجراحة المسالك وجراحة الأطفال ،وجراحة التجميل وجراحة النساء والولادة
◀من ناحية أخرى نظمت لجنة الأصيل الإسلامي للعلوم التابعة للندوة العالمية للشباب الإسلامي بمقرها الرئيس بالرياض حلقة نقاش هامة حول الالتباس في المفاهيم والمصطلحات وأثاره الثقافية بمشاركة عددا من المفكرين العلماء وتحدث فيها د عبدالله العويسي أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض حيث تطرق في بداية محاضرته تساؤلا حول ما صحة الإلتباس في المفاهيم والمصطلحات بعملية التأصيل؟ حيث أجاب قائلا ان عملية التأصيل هي عملية الخاص في هذا الالتباس الحاصل من اشتباك الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية من تداخل هذين المجالين الثقافيين المختلفين مما احدث التباسا وارتباكا واضطرابا تطلب تدخل نخبة من الأمة ان تتنبه لها وان تحاول الخروج منه وإعادة التوازن مرة أخرى كما تطرق العويسي الى الى قضية المفاهيم والمعاني ودورها في الحياة سواءا الفكرية الذهنية منها او الحياة العملية بعامة مفصلا بقولة ان عملية اللغة هي مجموعة من الرموز التي يتفاهم عن طريقها المباشر واذا حدث الباس في المعنى لم يصح الفهم او تضاربت الافهام وكذلك العلوم فكل علم له لغته الخاصة من مصطلحات يصطلح عليها اهل كل فن بحيث تؤدي المعاني المطلوبة
لديهم ومن لا يعي هذه المصطلحات يصبح غريبا عن العلم ومغتربا عن اهلة كما أشار المحاضر الى أنواع
الالتباس حيث قسمها الى قسمين الأول التباس جزئي والثاني التباس كلي حيث ضرب مثلا بمدرسة المحدثين ومدرسة المتكلمين حيث تدور المعارك الكلامية بين الجانبين دون الوصول الى نتيجة والسبب المباشر في ذلك هو في اختلاف كل من العلمين كما تطرق العويسي الى المجال الاخر الذي تظهر فيه الإشكالات وهو المجال المنهجي فمن يستخدم المنطق ليس كمن لا يستخدمه، ولذلك اضطر الإمام الغزالي رحمه الله الى ان يدخل المنطق في العلوم الإسلامية وقال من لم يعرف المنطق فلا يوثق بعلمة
وفي المجال المتعلق بالخطاب السياسي الأيديولوجي هو دائما خطاب ملتبس وليس خطابا واضحا وكذلك الخطاب العقائدي لان كل انسان يريد ان يظهر ما يريد ويراه في مصلحته او يمثل مذهبة وتياره فيسقط مصطلح الاخر او استخدامه بطريقة غير ما وضعت له وهذا المجال من اخطر المجالات على العلمي المعرفي لانة مجال تلاعب وليس مجال وعي وصحيح بل يشكل الوعي بطريقة زائفة ويعتبر اشد أنواع الالتباس واخطرها كما تطرق المحاضر الى الالتباس الكلي وهو ما نعيشه هذه الأيام من الالتباس الناتج عن كونية عامة توجة حضارة او توجة مجتمع ويزداد الخطر حينما تكون الحضارة مهيمنة ومتصرفة في مجالات الحياة كلها ومن الطبيعي ان تظهر مصطلحات في جميع مجالات الحياة في عالم الغيب والشهادة فيحدث التداخل بين الثقافات ويبدا الصدام حينما تجد من يقول ما دخل الدين في السياسة لان العقلية هناك ردت الناس للواقع وللعلوم الواقعية واخرجت الدين من السياق وعلومه المعيارية ومن ثم بدأ الاتباع لتلك المصطلحات والمفاهيم وتلك المنهجيات والمعارف وضرب المحاضر مثلا لتلك المصطلحات الملتبسة
بمفهوم الدين والعلم والتقدم والتخلف الحضاري والرقي والتمدن فكلها محددة بمفاهيم غربية اما المفاهيم الأخرى فتعتبر نشازا وأضاف من اثار الالتباس اسلمة الشكل نفسه وإلباسه لباسا غريبا مثل مصطلح الديمقراطية ومصطلح الاشتراكية
الإسلامية واثارة لاتعد ولا تحصى وتشمل كل مناهج الحياة العقدية والقيمية ومفهوم الحرية والعلاقات البشرية مثل منهج
إعادة قراءة النص ونزع القداسة عن النص الديني وفي ختام محاضرة الدكتور العويسي تم القاء وطرح بعض التعليقات من الأساتذة الجامعيين الحاضرين
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم