القصيم : فواز العتيبي تصوير : عويد العويد
سلّط
ملتقى التراث العمراني الوطني الخامس في منطقة القصيم ، الذي تنظمه الهيئة
العامة للسياحة والتراث الوطني ، ومجموعة من الشركاء بالمنطقة ، بمركز
الملك خالد الحضاري في بريدة, الضوء على البناء بالطين ، وهو من التطورات
والتحولات التي يشهدها التراث الوطني في المملكة هذا العام بعد إقرار
الدولة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة ،
ونظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني , وتأسيس شركة الضيافة والفنادق
التراثية " نزل" التي ستعمل على مفهوم " تكامل التراث ", وستشكل قاعدة
اقتصادية توازن بين المحافظة على مكونات التراث وتوظيفه اقتصادياً ، وتأسيس
شركة التنمية والاستثمار السياحي ، وبرنامجاً لإقراض للمشاريع السياحية
الذي أقرته الدولة مؤخراً ، ويشكل فرصة كبيرة لتعزيز السياحة بشكل عام
وخاصة السياحة الثقافية، وصندوق التنمية الزراعية الذي يموّل مشاريع برنامج
السياحة الزراعية " أرياف " بإدارة الهيئة ، وبرنامج العناية بالمساجد
التاريخية
ويعد الطين من أقدم مواد البناء التي عرفها الإنسان
في شبه الجزيرة العربية ، منذ آلاف السنين , والبناء بالطين يظهر قدرة
الإنسان على التكيّف مع محيطه الذي يعيش فيه ، واستخدام مواهبه في إيجاد
تقنيات بسيطة ومتنوعة تستوفي احتياجاته في المسكن
وزاد تطور
استخدام الإنسان لهذه التقنيات في تشييد نماذج الأبنية على مر العصور ، من
خلال الخبرات والمهارات المتوارثة عبر الأجيال , وهي مرتبطة بالذوق ،
والانسجام الجمالي, ومقرونة بعلم واسع بالفطرة والتجربة بهندسة البناء
ومعرفة الفوائد الفيزيائية للطين ، وكيفية التعامل معها وتوظيفها بحسب
المتطلبات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة , ومراعاة المحددات
البيئية كالمناخ ونوعية التربة والمواد المتوفرة , حيث يعتمد البناء
بالطين على اختيار التربة المناسبة مع طبيعة المنطقة ومناخها .
وتحتفظ شبه الجزيرة العربية بشواهد رائعة لمدن وبلدات بنيت من الطين ، مثل
الدرعية وسدوس في منطقة الرياض , ومدينة الهفوف في الأحساء , ومدينة العلا
في الحجاز , وبلدة الخبراء في القصيم , وأيضاً في نجران وحائل وتيماء
وغيرها من القرى والبلدات في المملكة العربية السعودية .
ويعد
الطين مادة طبيعية صديقة للبيئة ، والبناء به يساعد على الحد من استنزاف
الموارد الطبيعية , ويساعد في توفير الطاقة المستهلكة في التبريد والتدفئة ،
وذلك لتميزه في القدرة على تخزين الحرارة والبرودة ، وضعف توصيله للحرارة
الخارجية ومن المعروف برودة المباني الطينية صيفاً ودفؤها شتاءً , فمادة
الطين مادة طبيعية متوازنة بيئياً وتوفر مناخاً داخلياً صحياً لان
استخدامها يحد من التلوث وإنتاج النفايات واستنزاف البيئة في جميع مراحل
التصنيع وحتى في حال الهدم لتميزها بسهولة التدوير بشكل طبيعي .
وستؤدي العودة للبناء بالطين إلى خلق اقتصادات محلية ، وتوفير فرص عمل في مجتمعات المدن والبلدات التراثية وغيرها .ويقوم مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بجهود كبيرة لإحياء البناء بالطين ، وإعادة الاعتبار لتقنية البناء بالطين من خلال أعمال بحثية وإدارية وأعمال فنية ميدانية , حيث ينظم المركز دورات للبناء بالطين لطلبة الجامعات والمعاهد وللمجتمعات المحلية بهدف نشر التوعية والتعريف بالمميزات المتعددة للطين , وتشجيع الأبحاث والدراسات عن مادة الطين وتوثيق تقنياتها وأساليبها , والاهتمام بترميم المباني الطينية التاريخية , والتركيز على البعد البيئي للبناء بالطين وإبراز جوانبه البيئية والاقتصادية , وإظهار البناء بالطين كحرفة ومهنة وما يتبعها من تنمية اقتصادية , وإعادة الحياة للبلدات الطينية .
ويسعى مركز التراث العمراني الوطني بالتعاون مع الشركاء ، مثل الجامعات وأمانات المناطق والبلديات إلى تفعيل مشروع توثيق أنظمة البناء بالطين , لتوثيق وتسجيل طرز وتقنيات البناء بالطين وإعداد كل المواصفات الفنية الخاصة به بحسب البيئة الجغرافية والاجتماعية لكل منطقة في المملكة , بالإضافة إلى القيام بمهام الترميم وتأهيل المباني وفق معايير مهنية وفنية وجمالية
تضمن ملتقى التراث العمراني الخامس والمقام حالياً بمدينة بريدة ، معرضاً
متخصصاً يحوي عدداً من المهن الحرفية والأعمال اليدوية التي يعمل عليها
الحرفيين المشاركين والتي تضمن لهم دخلاً إضافيا من شأنه أن يلبي
احتياجاتهم المعيشية وضمان العيش الكريم لهم ولأسرهم .
وتنوعت
الأشغال والحرف اليدوية التي يعمل عليها المشاركون في المعرض من الحرفيين
والبناءين بالطين والنحت والنجارة, الذين تجاوز عددهم الـ 50 حرفيا يمثلون
مختلف مناطق المملكة ، ما بين البناء بالطين والزخرفة الجبسية والنجارة .
وجذبت الأعمال الحرفية خلال الملتقى اهتمام الحضور وزوار معرض الحرفيين المصاحب لملتقى التراث العمراني حيث استغل الحضور تواجدهم لشراء بعض المقتنيات الأثرية أو بعض الأعمال الطينية المعروفة في كل منطقة من المناطق المشاركة في الملتقى ، الأمر الذي أعطى ميزة إضافية لهذا الملتقى الغني بالتراث الشعبي الفريد .
وأوضح المشرف العام على برنامج الحرف والصناعات اليدوية (بارع) الدكتور جاسر الحربش أن المشاركة الأهم في ملتقى هذا العام هي مشاركة الحرف المرتبطة بالتراث العمراني ، مشيراً إلى أنه تم إطلاق مبادرة حرف التراث العمراني التي من شأنها تحديد قاعدة بيانات للمقاولين في مشاريع التراث العمراني ليكونوا من ضمن قائمتهم للاستعانة بخبراتهم في مشاريع مقبلة .
شاهد
وجذبت الأعمال الحرفية خلال الملتقى اهتمام الحضور وزوار معرض الحرفيين المصاحب لملتقى التراث العمراني حيث استغل الحضور تواجدهم لشراء بعض المقتنيات الأثرية أو بعض الأعمال الطينية المعروفة في كل منطقة من المناطق المشاركة في الملتقى ، الأمر الذي أعطى ميزة إضافية لهذا الملتقى الغني بالتراث الشعبي الفريد .
وأوضح المشرف العام على برنامج الحرف والصناعات اليدوية (بارع) الدكتور جاسر الحربش أن المشاركة الأهم في ملتقى هذا العام هي مشاركة الحرف المرتبطة بالتراث العمراني ، مشيراً إلى أنه تم إطلاق مبادرة حرف التراث العمراني التي من شأنها تحديد قاعدة بيانات للمقاولين في مشاريع التراث العمراني ليكونوا من ضمن قائمتهم للاستعانة بخبراتهم في مشاريع مقبلة .
شاهد


إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم