0

 الرياض / سارة الأسمري 

وزير الاعلام يكرم المطيري (واس)

رعى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي مساء أمس، حفل جائزة كتاب العام في دورته الثامنة وذلك بمركز الملك فهد الثقافي .
وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام كلمة قال فيها " إن الأمة الراشدة والوطن المعطاء هو الذي يحتفي بالمبدعين وبالإنجازات والمبادرات، وهو ما تعودناه بحمد الله من مؤسساتنا الثقافية ، وأما الاحتفاء بالكتاب فإنه يقع في سلم الأولويات في هذا المجال، فالكتاب بوابة المعرفة وطريق العلم ومحصلة الخبرة وتراكم التجارب" .
وقدم معاليه الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - نظير دعمه الكبير والدائم للمؤسسات الثقافية فيما يخدم أهدافها الوطنية ، ويحفزها إلى مزيد من الإنتاج والتميز.
وقال معاليه " لقد سررت بجائزة كتاب العام التي ينفذها النادي الأدبي بالرياض من عدة زوايا، أهمها أنها مشروع راشد منذ تأسيسها في النادي قبل سنوات، فقد تغير رؤساء النادي، وتغير أعضاء المجلس وما زال هذا المشروع قائماً على أشده، مما يعني أنه مشروع أصيل ممتد ، أُسس على رؤية رشيدة ، ويراهن على قيمة المعرفة ، كما أنه يخدم المؤلف ويدعم إنجازاته" ، مشيراً إلى أن النادي تمكن من اكتساب ثقة الوسط الأدبي والثقافي بعد أن قدم دورات متعددة في رعاية هذه الجائزة التي فاز بها عدد من العلماء والأساتذة والباحثين من أنحاء وطننا الكريم.
وقال معالي الدكتور الطريفي " معلوم أن طبيعة الجوائز المتصلة بالكتاب أنها تحدث مسارات من التفكير والتناول والاختلاف ، ويبقى أن الاحتفاء بالكتاب أمر رشيد ومشرف، وزملاؤكم في وزارة الثقافة والإعلام يشدون على أيدي جميع المؤسسات الثقافية والإعلامية وجهودها في خدمة الكتاب والمؤلف والمعرفة ، ونؤكد على أن ذلك من أولويات أعمالها ".
وبارك معالي وزير الثقافة والإعلام للفائزين وللمجتمع الثقافي بالكتابين المميزين معربا عن شكره للجهة الراعية التي مولت هذه الجائزة منذ بدايتها، كما شكر معاليه النادي لجهده في رعاية هذه الجائزة متطلعاً إلى مزيد من العمل والإنجاز والإبداع في جميع أنديتنا الثقافية والأدبية في وطننا المعطاء ، مؤكدا أن بلادنا الكريمة ما زالت ترعى جهود الاحتفاء والوفاء والتكريم للبارزين من الأفراد والمؤسسات والأفكار والمبادرات في مختلف المجالات.
  

عقب ذلك ألقى نائب الرئيس التنفيذي المشرف العام على برامج خدمة المجتمع ببنك الرياض محمد الربيعة كلمة أكد فيها أن دعم هذه الجائزة وكذلك تبني جائزة التميز النسائي بالشراكة مع نادي القصيم الأدبي يأتي انطلاقاً من إيمان البنك بأن العلم هو المحرك الرئيس للتنمية الشاملة المستدامة المنشودة ، وأن النور الذي يسطع من صفحات الكتب خير سلاح في وجه التخلف والتطرف والغلو ، وخير معين لجيلٍ لا يرضى بغير المقدمة ولزاماً علينا أن نهيئ ما يحقق له ذلك .
وعدّ دعم جائزة كتاب العام منذ انطلاقتها أحد أوجه العطاء التي يفخر في تقديمها لمجتمعنا وتنوعت بين تبني أعلى معايير الحوكمة والشفافية ونقل وتوظيف التقنية والمساهمة في دعم المشاريع التنموية العملاقة التي تشهدها بلادنا في مجالات التعليم والنقل والبتروكيماويات ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتوطين الوظائف التي تجاوزت نسبة 93 % من العاملين لديه وإيلاء المرأة السعودية جل الاهتمام حتى شغلت 24% من إجمالي موظفيه جلهن سعوديات .
وأوضح أن أوجه العطاء شملت سلسلة من المبادرات والبرامج الاجتماعية بالشراكة مع العديد من المؤسسات الاجتماعية والخيرية في مناطق المملكة كافة من بينها برامج يدوي للنساء ذوات الإعاقة الحركية والتدريب الزراعي لذوي الإعاقة العقلية البسيطة وقوافل كسوة الشتاء والقوافل الرمضانية ومعايدة الأطفال المنومين وتوزيع الأجهزة والكراسي الطبية ومشروع النقل الخيري ورعاية المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية وغيرها من المشاركات .
ثم ألقيت كلمة الفائزين ألقاها بالنيابة عنهم الفائز بالجائزة مناصفة عميد شؤون المكتبات بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله المنيف أعرب فيها عن شكره على تكريمه بهذه الجائزة بالاشتراك مع الدكتورة هند المطيري التي تعد تكريماً للثقافة الوطنية التقليدية وانتصاراً للكتابة المتمثلة في المخطوطات ونسخها وإعداد المواد المتصلة والمترابطة بها، وهو تكريم يجسد الغيرة على التراث والحرص عليه صيانةً وتمجيداً.
ونوه المنيف بالتعاونِ المثمرِ البنّاء بين النادي الأدبي بالرياض وبنك الرياض الذي يموّلُ ويدعمُ هذه الأعمالَ الثقافيةَ والاحتفاليةَ الجميلةَ .
إثر ذلك ألقت الفائزة بالجائزة الدكتورة هند المطيري قصيدة جاء فيها :
نـادي الـرياض وأي نــاد بعــده والضد يكشف حـسنُه أضـدادهْ
نــاد إذا نــادى المثـقف لم يجـد إلا صــــدورا رحبـــــة ورفــــادهْ
جعل الثقـافة من أصـول غراسه فــأتت إليــه بجمـعــها مــنقـادهْ
فــإذا الريـاض بمجــده مـزهـوةلبســت به بيــن البـــلاد قــلادةْ .
وفي ختام الحفل كرم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي الفائزين بالجائزة الدكتور عبدالله المنيف والدكتورة هند المطيري .

 بعدها ألقى رئيس مجلس إدارة النادي المشرف العام على الجائزة الدكتور عبدالله الحيدري كلمة أوضح فيها أن هذه الجائزة تعد أنموذجًا للشراكة الناجحة بين المؤسسات الثقافية الحكومية ممثلة في النادي، وبين بنك الرياض بوصفه واحداً من القطاعات المصرفية في المملكة.
وأوضح أن مقياس النجاح يتمثل في استمرارها ونموها عاماً بعد عام، وهي الآن في سنتها الثامنة، وفي اهتمام المؤلفين والمثقفين بها وبالإعلان عنها، وفي تفاعل الجامعات ودور النشر مع أهدافها وترشيح الكتب التي تتفق وشروطها.
وأشار إلى أن لجنة التحكيم في الكتب المرشّحة للجائزة بعد أن نظرت واستعرضت كامل التقارير من أعضاء اللجنة حول كل كتاب تنطبق عليه شروط الترشح، أوصت بفوز كتابين مناصفة، وصادق مجلس إدارة النادي على توصية لجنة التحكيم، والكتابان هما "صناعة المخطوطات في نجد ما بين منتصفي القرنين العاشر حتى الرابع عشر الهجريين" للدكتور عبدالله المنيف الصادر في طبعته الأولى عام 1435هـ/2014م، وكتاب "البطل الضد في شعر الصعاليك: دراسة أسلوبية وظيفية " للدكتورة هند المطيري الصادر في طبعته الأولى عام 1436هـ/2015م.
وبيّن الدكتور الحيدري أن مسوّغات فوز كتاب "صناعة المخطوطات في نجد" يرجع للجهد الكبير المبذول في تقصي أطراف الموضوع والنظر في المخطوطات والوثائق، ثم الدراسة الواعية والتحليل الدقيق، مفيداً أن الباحث تعرض لموضوع قلّ من عَرَض له، حيث يعرض دراسة موسّعة مشفوعة بالوثائق، لفترة تاريخية شبه مهملة منسيّة، أو يعتريها كثير من الغموض، وهذا التوجّه العلمي ينبغي أن يشجّع؛ فقد قلّ بين الباحثين من يرتاد المسالك المجهولة .
ولفت النظر إلى أن مسوّغات فوز كتاب "البطل الضد في شعر الصعاليك" يرجع للجهد المميز الذي بذلته الدارسة في إعداد هذه الدراسة والإضافة التي أضافتها للدراسات الأدبية في موضوع الدراسة التي برزت في أن معظم الدراسات حول الصعاليك دارت في فلك الدراسات التاريخية فوجهت تلك الدراسات عنايتها إلى تاريخ حركة الصعلكة في الأدب والبحث في أحوال الصعاليك وظروفهم أو عمدت إلى تحليل بعض النصوص المشهورة تحليلاً معجمياً يقوم على الشرح والتوضيح من أجل الحكم على النص.
وبيّن أن هذه الدراسة آثرت أن يكون مدخلها للتعريف بالبطل مدخلا لغوياً بالدرجة الأولى لكل شاعر من عينة الدراسة لتحقيق خصوصية التحليل الموضوعي للنصوص، منطلقة من السمات الأسلوبية الوظيفية مع الإفادة من المنهج الأسلوبي الإحصائي في الكشف عن تلك السمات.
 

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى