0
 ابها / تهاني العسيري / واس:

 البَرَدْ، التي ترسم للزائر والمصطاف لوحة جمالية يُضيئها شُعاع الشمس عند الغروب


 شهدت منطقة عسير أمس هطول أمطار غزيرة على مدينة أبها وضواحيها، ومحافظتي خميس مشيط، ورجال المع ، ومركز الحرجة بظهران الجنوب ، ونقطة أمن الوهابة بسراة عبيدة ، وطريق الطائف ، ومنتزهات السودة.
وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها الأسبوعي للخمسة الأيام القادمة هطول أمطار رعدية، مع تفاوت في درجات الحرارة الصغرى ما بين 18 إلى 21 درجة مئوية .



 ويستمتع زوار منطقة عسير كل مساء خلال هذه الأيام التي تشهد ارتفاع في درجات الحرارة على معظم مناطق المملكة، بالأجواء الخلابة والأمطار المنهمرة المصحوبة بزخات
البَرَدْ، التي ترسم للزائر والمصطاف لوحة جمالية يُضيئها شُعاع الشمس عند الغروب.
إنها قصة واقعية يشهدها مرتادي المتنزهات السياحية في منطقة عسير والتي تتلحف كل مساء بركام الضباب الكثيف والغيوم الماطرة، في ظل هطول الأمطار على غالبية مدن ومحافظات المنطقة.
ويقصد المصطاف كل يوم متنزهات السودة والسحاب والفرعاء والحبلة ودلغان والمسقي ليستمتع بالعديد من اللوحات الجمالية التي ترسمها الطبيعة الخلابة عبر المدرجات
الزراعية المكسوة بشلالات مياه الأمطار، لتحقق بذلك أبرز معالم الجذب السياحي للمنطقة، وتجعل من عسير وجهة سياحية مستدامة.





ولا يكاد أن يقطع السائح طريقه المؤدي إلى أعلى قمة في المملكة البالغ ارتفاعها 3200 متر عن سطح البحر، حتى يلفه الضباب الكثيف، ويصحبه رذاذ المطر وسط درجات حرارة متفاوتة بين 18 إلى 21 درجة مئوية، ليجد جموع العائلات المنتشرة على جنبات الطريق السياحي يلهو مع أطفالهم في مصبات جداول المياه والشلالات موثقين بذلك لحظاتهم السعيدة بكاميراتهم الشخصية وهواتفهم النقالة لتسجل لهم لحظات المتعة في عسير.




وألهمت الأمطار التي هطلت على منطقة عسير على مدى أربعة أيام متواصلة أحاسيس مصطافي وزوار مركز الملك فهد "قرية المفتاحة" بمدينة أبها الذين أبوا إلا أن يضعوا بصماتهم وتسجيل انطباعاتهم على لوحات المراسم المنتشرة في القرية .
وأوقدت الأجواء الماطرة مشاعر الزوار من جميع الأعمار الذين هبوا لأخذ مجموعات من الصور مع فناني القرية ورسم العديد من اللوحات , حيث يفتح مركز الملك فهد الثقافي "قرية المفتاحة" وسط مدينة أبها ذراعيه لزواره الذين يتوافدون عليه بشكل يومي من كل مكان , يشُدك وأنت تَدلف لممرات القرية أولئك الفنانين الذين يزاولون هواية الرسم في الهواء الطلق، ومنهم محمد شراحيلي كفنان متمكن في كافة المدارس الفنية، إلى جانب وقوف الفنانين: خالد حنيف، إبراهيم الألمعي، علي سلمان، ملفي الشهري، لينثروا إبداعاتهم في أرجاء القرية .

 





وأتاحت قرية المفتاحة عدداً من المواقع الجدارية للأطفال ليمارسوا هوياتهم والعبث بالألوان، إلى جانب تقديم جوائز قيمة من إدارة المركز للمبدعين, فيما وفرت القرية 10 مراسم للفنانين طيلة فترة الفعاليات، مصاحبة لفعاليات مهرجان أبها يجمعنا 1436هـ، إلى جانب توفير مواقع أخرى لإقامة معارض في: التُراث، الفضيات، الحضارات، بالإضافة إلى إقامة معرض للصور "شوفه" الذي ضم 34 صورة عن ذاكرة عسير البصرية من مكتبة أحمد نيازي .
وفي مكان أخر من قرية المفتاحة، سجل معرض "هواة الطوابع البريدية" إقبالاً كثيفاً، مُستلهمين حقباً زمنية عاشتها المملكة حينما صدرت في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ، ومن بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله ـ رحمهم الله ـ .
كما اشتملت الطوابع على عرض كم هائل من الطوابع البريدية التذكارية التي صدرت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ منذ توليه الحكم للبلاد.
وشهد المرسم الضوئي للمصور طارق آل زاهر إقبالاً من الشباب والأطفال الذي يحكي هوية المكان "منطقة عسير"، وهو استيديو عصري وحديث مجهز بأحدث معدات التصوير.
وفي جهة مقابلة، سجل متحف الحضارات الذي يشرف عليه حمود الغامدي إقبالاً من الباحثين والمهتمين بالتراث والتاريخ، روعي فيه التنوع ومنها الاحافير، والنحاسيات، والفخاريات والأسلحة، والعملات الورقية والمعدنية لمعظم دول العالم، إلى جانب ضمه ركناً للمخطوطات والمطبوعات، والأجهزة الصوتية والسمعية التي كانت تستخدم قديماً.
من جانبه، مدير إدارة مركز الملك فهد الثقافي بابها سعيد بن محيا وجه الدعوة للزوار والمصطافين القادمين لقرية المفتاحة والإطلاع على كافة المعارض، بالإضافة إلى مشاهدة كافة جوانب التي تحتوي القرية عليها والتي حرصت إدارة المركز على توفيرها.
وفي قلب المركز، يقع فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الذي يقدم برامج وفعاليات متنوعة، تضمنت عروضا مسرحية ومعرضا بصريا دائما يجذب زوار المركز، إضافة إلى مكتبة الجمعية التي تحمل أنواعاً من مصادر المعرفة والثقافة والأدب.



و تشكلت أكبر لوحة فنية من أعلى قمة بمنطقة عسير على مساحة خمسة آلاف متر مربع، وتحديدا في فعالية "المرسم المفتوح" بمتنزه السودة في نسخته الثانية، ضمن فعاليات مهرجان أبها يجمعنا 36هـ.
هذه اللوحة رسمتها أنامل زوار عسير، وسط الطبيعة الخضراء التي يحيطها الضباب.
ولم يقف المرسم على تشكيل تلك اللوحة، بل كان مساحة كبيرة للتعبير عن مشاعر الزوار التي يعلوها عشق الوطن وقيادته، فاحتضن كل الفنون، وكل المشاعر، قدمتها فئات عمرية مختلفة، وكان متنفساً هو الأول من نوعه للذائقة الفنية.
يقول منظم الفعالية الفنان الشاب عوض زارب: "إن المرسم وبكل مساحته يهدف إلى مشاركة الجمهور في رسم أكبر لوحة فنية لأفكارهم وحكاياتهم ورسائلهم الإبداعية على مساحة كبيرة"،متطلعًا لتسجيل المرسم كأكبر مرسم مفتوح في العالم .

 لقطات :












قناة زوايا الاخبارية:


إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى