#شبكة_زوايا_الإخبارية ( شيبوب معكم في #رمضان)ورحبوا يارفقتياليوم موعدى معكم ومع قصة جديدة من مناهل قصص البادية ، ودي أخبركم اليوم عن قصة العشق الأبدي بين رجل البادية والإبل قصص متعددة تتمحور حول تلك العلاقة اللى عنوانها الوفاء بين البعير وصاحبه واما اليوم فالقصة تختلف جزئيا لكنها في النهاية تعطينا دلالة عن كيف كان للإبل دور مهم في الغزوات قديما قرات لكم هذه القصة ، لعلها تكون عبره في هالزمن الأدبر والأغبرنبدا بالبيت اللى كتبه شاعر في سالف الزمانلزول زوله والحلايا حلاياه === والفعل ماهو فعل وافي الخصايل
هذا البيت أشهر من نار على علم وتردد كثيرا على ألسنة الناس في كثير من المناسبات المختلفة وهو نتاج قصة حقيقية حدثت في الزمن القديم فهذا البيت لزوجة الشيخ وديد بن عروج شيخ قبيلة بني لام التي كان موطنها العارض في وسط نجد وقد كانت قبيلة كثيرة العدد تفرعت منها عدة قبائل معروفة الآن في جزيرة العرب ومنها من نزح إلى العراق.
أما قصة البيت المذكور أعلاه فهي أن الشيخ وديد بن عروج قد أشتهر بالمغازي الكثيرة وكان لديه ذلولا أصيلة ولكنها دائما ضعيفة وهزيلة الحال لكثرة غزواته عليها ولم يبن الشحم على جسمها بسبب ذلك ، وبعد موته تقدم أخوه (لزّام) للزواج من أرملة أخيه لحفظ الأبناء وتربيتهم ، وتم الأمر إلا أن الفرق بين الرجلين كان كبيرا جدا في نظر الزوجة ، فلزّام لم يظهر له فعل كأخيه وديد وأكتفى في حياة أخيه بالمكوث في البيت وقضاء لوازمهم إذا ما غاب أخيه للغزو .
وقد زاد حزن الزوجة عندما رأت الذلول الهزيل وقد تغيرت أوصافها وتبدل حالها فمن بعد الهزال ركب الشحم عليها وفي احدى المرات عاد الراعي بالإبل فإذا بالذلول (تهدر) وكأنها جمل ، فتذكرت زوجها السابق الشيخ وديد وغزواته ومحاسنه التي تفتخر بها كأي أمرأة بدوية تحب الرجل الفارس الشجاع ، وقارنت بين حياتها تلك وبين حياتها الحالية مع أخيه لزّام فقالت
يالله يا عايد على كل مضماه === يا مخضر الأرض الهشيم المحايل
أنت الكريم ورحمتك ما نسيناه === تروف باللي دوم عينه تخايل
تلطف بمن كن عينه مداواه === اللـي بقلبه حاميات الملايل
ألوج مثل أيوب مـن عظـم بلواه === واسهر لين ما يصبح النجم زايل
على حبيبٍ كل ما قلت أبنساه === لذكره تفطني مـن الهجن حايل
ليا نسيته ذكرتني بطرياه === شيبا ظهر من عاصيات الجلايل
يلتاع قلبي كل ما أذكر سواياه === كما يلوع الطير شبك الحبايل
لا واحبيبي سبع سنين فرقاه === عليه أنا قضيّت كل الجدايل
لا واحبيبي يتلف الهجن ممشاه === ليا بغالـه نيةٍ ما يسايل
لا واحبيبي يسقي الربع من ماه === دليلهـن لا ضيّعوه الـدلايل
لا واحبيبي يرعب الهجن بغناه === من كثر ما يوحيه ليل وقوايل
لا واحبيبي كل قومٍ تنصاه === تلقى ربوعه طيبين القبايل
لا واحبيبي تدفـق السمن يمناه === ياما ذبح من بين كبشٍ وحايل
لا واحبيبي وافياتٍ سجـاياه === عليه غضات الصبايا غلايل
لا واحبيبي دوم للعفن متقاه === ياما كلنه مدمجات الفتايل
لا واحبيـبي بـين ذولا وذولاه === خلي بوجه معدلين الدبايل
لا واحبيبي طاح يوم الملاقاه === بنحور غلبا فوق غب السلايل
لا واحبيبي طير شلوى تعشاه === قطاعة المهجة سناعيـس حايل
يا عارفين وديد يا طـول هجـراه === يا ليتني بوديد ما أبغى بدايل
أخذت أخوه أبي العوض ذاك من ذاه === والبيت واحد من كبار الحمايل
عندي مثيله واحدٍ كنه إياه === عليه من توصيـف خلي مثايل
الـزول زوله والحلايا حلاياه === والفعل ماهو فعل وافي الخصايل
كما قالت أيضا في تلك المقارنة عدة قصائد منها هذه القصيدة القوية التي قالت فيها:
يافاطري ياما جرالك من العنا === مع دربك العيرات نشّت لحومها
غدا عنك نواس العدا مرذي النضا === يجرها مع ما نبا من حزومها
غدا عنك وأرث في مكانه ازلابه === تروّعه الظلما بتالي نجومها
ياما حويتي جل ذودٍ مـن العـدا === أضحى عليها الغزو يفرق سهومها
وياما يثور عند عينك من الدخن === معاركٍ تدني للأرواح يومها
عليك مقدم لابةٍ شاع ذكره === حامي تواليها مقدي يمومها
ولسوء حظ الزوجة فقد سمعها زوجها لزّام وأضمر الشر في نفسه لكنه لم يشأ أن يعاقبها إلا بعد أن يجعلها ترى فعله وشجاعته وبالفعل قام باعلان المغزى وطالت غزواته حتى أن رفاقه سئموا من طول المدة وكان كلما كسب شيئا أرسله إلى قومه وهو ماضٍ في غزواته وقد أنشد هذه القصيدة
أنا ابن عروج وهاذي سواتي === موصل سمان الهجن شنٍ ما يجنه
خمسين يومٍ والنضـا مقفياتي === مع مثلهن وهن علـى وجههنه
نمشي النهار وليلنا ما نباتي === كم ذود مصلاحٍ امنيـسٍ خذنه
من ظن فينا الطيب شافه ثباتي === واللي هقى فينا الردى ضاع ظنه
كم من صبيٍ عشقةٍ للبناتي === عقب التعجرف بدّل الضحك ونه
استاخذ المذهول عاف الحياتي === هو ما درى إن الهجن بيوصلنه
من فوق هجنٍ من فحلهن خواتي === غيب الصبايا الخافية يظهرنه
ولما عاد من غزواته كانت ذلوله بالكاد تمشي وفي حالة يرثى لها من شدة الاعياء والهزال ويقال أنها بركت قبل أن تصل إلى البيت ، فأمر زوجته أن تذهب لإحضارها وكان يمشي خلفها يريد الفتك بها لما قالته سابقا من قصائد تمس كرامته وهي لم تكن تعلم بأنه يمشي خلفها ، فلما رأت الذلول على تلك الحال قالت هذه القصيدة التي كانت سبباً في نجاتها من خطر لم تكن تعلم عنه
يا بكرتي وش علم حالـك ضعيفي === أشوف حيلك وانيٍ عقب الأردام
عقب الفسـق ومهادرك بالمصيفي === ومصاول القعدان مرباعك العام
عقب الاباهر والسنام المنيـفي === صرتي كما المفرود من فعل لزّام
قطع عليك ديار قومٍ تخيفي === تسعين ليله راكب الهجن ما نام
أقفى عليك من الحساء للقطيفي === لحوران والحرة إلى نقرة الشام
وتدمر وصلها وخمّها مستخيفي === واشبيح والضاحك وقديم الأقدام
وأخذ عليك اذواد جوٍ مريفي === وضحك كما برق الحباري بالأكوام
يزفها يقداه مشـيه هريفي === واقفى عليهن متلف الهجن لا قام
وعادوا على العارض ركيبٍ يهيفي === يتلون ابن عروج مقدم بني لام
زهابهم حب القرايا النظيـفي === وسلاحهم صنع الفرنجي والأروام
ياما انقطع مع ساقته من عسيفي === ومن فاطرٍ مشيه عن الجيش قدام
عقب الشحم وملافخه للرديفي === قامت تسندر مثل مبخوص الأقدام
توي هنيت وطاب بالي وكيفي === من عقب ضيمي صرت في خير وأنعام
وهكذا أثبت لزّام أنه لا يقل عن أخيه شجاعة وفروسية وثبت للزوجة أن الخلف كالسلف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم