السلف الصالح هم الأوائل الذين اتبعوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكانوا عليها أمناء،ومنهجهم نابع من الدين الإسلامي ومستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة،صلاح المؤمن هو أبلغ خطبة تدعو الناس إلى الإيمان،وخلقه الفاضل هو السحر الذي يجذب إليه الأفئدة ويجمع عليه القلوب،أتظن جمال الباطن أضعف أثرًا من وسامة الملامح؟ كلا..إن طبيعة البشر محبة الحسن والالتفات إليه،وأصحاب القلوب الكبيرة لهم من شرف السيرة وجلال الشمائل ما يبعث الإعجاب بهم والركون إليهم،ومن ثم فإن الداعية الموفق الناجح هو الذي يهدي إلى الحق بعمله،وإن لم ينطق بكلمة؛لأنه مثلٌ حيٌ متحرك للمبادئ التي يعتنقها،وقد شكا الناس في القديم والحديث من دعاة يحسنون القول ويسيئون الفعل!إن الدعوة إلى الإسلام تكون أولاً بعرض ثماره في الأخلاق والأحوال،أعني ثماره في أتباعه المؤمنين،ويومئذٍ ترجى الإجابة ويرتقب الاهتداء.ولنعد إلى أسباب انتشار الإسلام أيام السلف الصالح،إن خلق الدولة،وصلاح أنظمتها،وكفالتها أكبر حظ من العدالة والسعادة للأفراد،كان الباعث الأعظم على دخول الناس في دين الله أفواجـًا،وقبولهم عن طيب خاطر،الانضواء تحت راية الإسلام،بل غبطتهم؛لأن دائرة هذا الدين بلغت في الرحابة حدًا جعلتهم يأوون إليها وهم وافرون أعزاء،حتى أيام اضطراب أجهزة الحكم في الدولة الإسلامية وقصورها عن التحليق مع المثل الرفيعة التي نشدها الإسلام في اختيار الحكام .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم