هناك فرق بين القدوة الحسنة وبين التقليد،فما يكون إتباعا على بصيرة في الأمور المحمودة،فتلك هي القدوة الحسنة.أما ما يكون من أمر المحاكاة في كل شيء دون تمييز بين الحق والباطل والخير والشر،فهذا هو التقليد الأعمى الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه الكري.وكان موقفه صلى الله عليه وسلم من هذا التقليد،وهو المربي الأعظم،قد حرص منذ اللحظة الأولى على تتبع خطوات المسلمين وتصرفاتهم،وكان يحذرهم من تقليد اليهود،ويأمرهم بمخالفتهم،ولم يكن ذلك تعنتا منه عليه الصلاة والسلام،ولكن لأنه المربي الحكيم الذي يعلم أن التشبه بأعداء الإسلام،قد يجر المسلم إلى محاكاتهم في أفعالهم وأفكارهم.فيصبح صورة مكررة لهم،ويهمل مبادئ الإسلام وآدابه،ويفقد بذلك معالم شخصيته المميزة له.ولقد عرف نبي الهدى صلى الله عليه وسلم أن ما يدبره اليهود والنصارى من مكائد قد يجر بعض المسلمين إلى تقليدهم ومحاكاتهم.إن مشكلة وفقدان الهوية قد انعكس على كثير من شباب الأمة الإسلامية هذا اليوم،حيث اجتمعت عليهم مشاكل ومغريات الغرب لتصوغ منهم شبابا لا يعرف اتجاهه‘بل يتجه إلى تقليد الغرب تقليدا أعمى في كثير من مظاهر حياته،بدعوى،التحضر والمدنية،غافلين عن أن هذا الاتجاه يقودهم إلى التبعية التي تفسد عقيدتهم وتمحو شخصيتهم وتضر بأمتهم.وإذا لم يتدارك المسلمون هذه المشكلة بارجاع الشباب إلى دينهم وإعطائهم هويتهم الحقيقية،فإن الأمة الإسلامية ستظل نهبا للشرق والغرب.لذا فان المربين مطالبون بتنمية الشخصية الإسلامية المتميزة للفرد المسلم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم