الاستهانة بمحرمات الله:
قال شعيب عليه السلام:{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.وهكذا يكون حال من علم علما فنفع الناس به ولكنه لم ينتفع هو به،سواء أكان من أهل الكتاب أو غيرهم، لأنه بهذه الصورة يستهين بحرمات الله ويستخف بأوامره وأحكامه فعذابه شديد وخطره عظيم على من يقتدي به ويحتذي حذوه،روى أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون:أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر قال:كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه"وقد وصف الله القوم الذين يخالف فعلهم قولهم بأنهم لا يعقلون،فالعقلاء ليسوا من يأمرون بالخير ولا يأتونه،ولا من ينهون عن السوء وهم يرتكبونه،بل العقل أن يضبط المرء سلوكه ولا ينسى نفسه من البر الذي يأمر به سواه).وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أنكر على أهل الكتاب تركهم لفعل البر الذي يأمرون الناس به.فقد عاتب أيضا المؤمنين الذين يقولون مالا يفعلون وقد كان بعض المؤمنين يقولون:لو نعلم أي الأعمال أفضل وأحب إلى الله لعملناها،فلما فرض عليهم الجهاد نكل بعضهم عنه وشق عليهم أمره،فخاطبهم الله بقوله:"لم تقولون مالا تفعلون"وهو استفهام للتوبيخ والاستنكار.وحكم الآية عام لكل من يقول ولا يفعل فهو مذموم وممقوت عند الله وعند الناس كما قال تعالى:{ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.فالأفراد الذين تنطبق عليهم الصفات السابقة هم أفراد المجتمع المقيت الذين يجنون بسلوكهم على أتباعهم، بل على المجتمع كله وهذا المسلك يقود إلى تربية حائرة غير متماسكة وغير مدركة لما تأخذ أو تدع وما تهجر أو تتبع.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم