الإسلام
تعاليم سماوية شاملة لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من
حكيم حميد،ولهذا تنوع أساليب تربية الإسلام وتتعدد حسب المواقف ولكنها في
النهاية تؤتى ثمارها كل حين بإذن ربها ومن أبرز أساليب التربية الإسلامية
أسلوب القدوة الصالحة.وهذا الأسلوب استقاه المسلمون من الرسول محمد صلى
الله عليه وسلم،وسادوا عليه وتعاملوا به وعملوا على ترسيخه في نفوس
التابعين،حيث كان هذا الأسلوب امتثالاً لقوله تعالى:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ
فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا}،ويشير الرسول محمد صلى
الله عليه وسلم،إلى القدوة الصالحة وحسن اختيارها في قوله صلى الله عليه
وسلم،مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير.
ويشير
الفيلسوف الكبير فولتير المشتهر بنقد الأديان في كتابه الأخلاق إلى هذا
المعنى مؤكداً على أسلوب القدوة الصالحة بين المسلمين حيث جعلهم هذا
الأسلوب يستولون على قلوب البشر فيتبعونهم.
ويقول
ليس بصحيح ما يدعى من أن الإسلام استولى قهراً بالله على أكثر من نصف
الكرة الأرضية،بل كان سبب انتشاره شدة رغبة الناس فيه،بعد أن أقنع
عقولهم،وأكبر سلاح استعمله المسلمون لبث الدعوة،وهو اتصافهم بالشيم
العالية،إذ لا يخفى ولوع المغلوب بتقليد الغالب .
وهذا الأسلوب يساهم في:
- تحقيق الأهداف التي يراد إقامة منهج تربوي عليها.
- فطرة الإنسان للبحث عن القدوة لتكون نبراساً تضيء له الحق ومثالاً لتطبيق شريعة الله.
-
تتجلى القدوة في مواقف غريبة عليهم مثل قصة امرأة زيد عندما أراد الرسول
محمد صلى الله عليه وسلم، الزواج منها، وذلك لتبيان أنه ليس لزيد حقوق
النبوية الطبيعية، كما تتجلى في مواقف تحتاج إلى التضحية كالحروب والإنفاق.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم