اُسلوب التلطف مع الصغار:
ممارسة
القائمين على المسجد بعض الأساليب التربوية كالتلطف مع الصغار ومعاملتهم
بالأخلاق الفاضلة عند توجيههم،حتى لا ينفروا من المسجد،
وحتى
ينغرس فيهم حسن الخلق من خلال القدوة والتطبيق العملي والتعامل المباشر
معهم،فقد روى أبو قتادة رضي الله عنه:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولأبي
العاص بن ربيعه بن عبد شمس،فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها).
وروى بريده رضي الله عنه قال:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذا جاء الحسن والحسين عليهما السلام،
وعليهما
قميصان،أحمران،يمشيان ويتعثران،فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من
المنبر،فحملهما ووضعهما بين يديه،ثم قراء الآية:{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا
أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ
عَظِيمٌ}.
فنظرت إلى هذي الصبيين يمشيان ويتعثران،فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما).
ومن
ذلك يظهر اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم ورحمته بالصبيان واعتناءه
بهم،مما يولد حبه في قلوبهم،ويميلون إليه،وهذا من تواضعه وكرم أخلاقه صلى
الله عليه وسلم،وحري بأمته أن يقتدوا به،ويقتضوا أثره في التوجيه
التربوي،واستبدال تنفير الصبيان من المساجد ومن القائمين عليها بالتحبب
إليهم حتى يؤثروا فيهم بحسن التوجيه وطيب المعاملة،وتؤكد تلك الأحاديث
اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالصبيان داخل المسجد وترجمة تلك المشاعر إلى
أفعال سلوكية،لأن وقعها في التربية أقوى،يقول ابن حجر والبيان بالفعل قد
يكون أقوى من القول،ويشار إلى قول ابن دقيق العيد على جواز إدخال الصبيان
في المساجد،ويظهر في هذا الحديث تواضعه صلى الله عليه وسلم وشفقته على
الأطفال،وإكرامه لهم،جبراً لهم ولوالديهم).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم