( القدوة ) ( أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وصل المدينة: ) يكتبها : د / أحمد صالح آل زارب

أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وصل المدينة:

كان المسجد أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وصل المدينة بناء المسجد لأنه الذي ضم شتات المسلمين،يجمعون فيه أمرهم ويتشاورون لتحقيق أهدافهم ودرء المفاسد عنهم والتعاون لمجابة المشكلات وصد العدوان عن عقيدتهم وعن أنفسهم وأموالهم بل هو المعقل الذي يلجون فيه إلى بارئهم يستمدون منه السكينة والقوة والعون ويعمرون قلوبهم بشحنة جديد من الطاقات الروحية بتا يمنحهم الله صبرا وبأسا وإقداما ووعيا وتبصرا ورباطة جأش وبعد نظر وتفاؤلا ونشاط. 

وكما أن للمسجد أهمية كبيرة في توجيه الفرد المسلم إلى كل ما فيه خير دينه وديناه، والمتأمل في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أنه أولى المسجد عناية كبيرة، فأول ما حط رحاله في قباء بني فيها مسجد قباء،قال ابن إسحاق،فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عوف وأسس مسجده.

وعندما وصل إلى المدنية المنورة نبنى المسجد النبوي الشريف في المكان الذي بركت فيه ناقته صلى الله عليه وسلم.

والمجسد هو الانطلاقة العلمية الأولى في حياة المسلم،بما يعقد فيه من حلقات العلم يحضرها عموم الناس،فيتلقى المسلم العلوم النافعة فيعتدل سلوكه، وتستقيم أخلاقه ويستنير ذهنه، وقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم وشجع على ملازمة حلقات العلم في المساجد،لما فيها من تعلم وجوه الخير، 

فعن أبي وأقد الليثي(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المجسد والناس معه،وإذا أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد، فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما احدهما فرأى فرجه في الحلقة فجلس فيها،وأما الأخر فجلس خلفهم،وأما الثالث فأدبر ذاهباً، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ألا أخبركم عن النفر الثلاثة:أما احدهم فأوى إلى الله فأواه الله،وأما الأخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه.