0
أوراق من ماضي القرية
تعود بي السنين والصور لزمن ليس بالماضي البعيد لتلك القرية القابعة على ضفاف وادي بيشه الفيحاء اتذكر بعضاً من لحظات الافراح التي تكتسيها جنباتها حينما نتطلع ونحن اطفالاً لمعانقة كبار السن بعضهم لبعض وطقوس الترحيب والردود والسؤال عن الاحوال وماهم به من القناعة والحب والتودد وعصب الكف في كل فزعة وروحه وجيه , اما تعاملنا الطفولي فهو غني بالطقوس المحببه لعالمنا ذلك الحين من الالعاب الشعبية ذات النكهة الجميله والمؤلمه ببعض الاحيان , لطالما عمت الأفراح والاهازيج الشعبية ذات الالحان الشيقه كل بيت طيني وكل جرين فبعد الانصراف من وجبة غداء الزواج  نذهب لنرى تلك الصفوف وقد إمتلاءت ابتسامات وتنظيم وترادف في  لوحة فنية ذات ابعاد فريده من نوعها ويبدا شاعرنا من القرية المجاوره بالتغني بكل مفرده يتغزل بها ويودع بها كل من حوله من الضيوف واصحاب الشأن ونسعد مرة أخرى بالسمره تحت اضواء القمر لنردد بنفس الحناجر قصائد منمقة وجذابة في الخطوه والزحفة إلى ساعات متأخره , نصحوا صباحا لنرى بقايا الامس ونهرع للمساعد الذاتيه مع الجماعة لنجمع ادوات الامس ونضعها في مكان آمن إنتظارا للفرح القادم .

مضت الايام بكل حالاتها غير المستقره من سعاده وحزن وهم لتغادرنا العديد من الوجوه التي اعتدنا على معانقتها والتحدث إليها والسعي لمجالستها لنتذوق حلو الكلام منها وعبق الماضي وقصص الخوف ورائحة بارود المعارك ومواسم الحصاد وقطف الرمان والحماط والفركس والكثير من مغامرات الماضي القديم والقصه والقصيده غادرت تلك الوجوه هذه الدنيا والدموع  قد طغت على الاجفان حزنا لفقدان من نحبه ونرى به شيخا له مكانه وإجلال وتفاؤل , يقودنا في كل محفل وكل إجتماع وصلح بين المتخاصمين , هيهات هي نهاية كل حي مهما طال به المقام , تساقطت كل تلك القامات وغدت لمثواها الاخير رحمهم الله جميعا وموتى المسلمين .

مررت ولا زلت اتوق للقط الجميل في مدخل كل غرفة يحتويها بيت عمتي ومررت بكل تفاصيل زيارتي لها برفقة والدي المرشد السياحي لنا بكل اركان ذلك المنزل ذو رائحة خبز التنور والعوده الاصليه التي لاتغادر الثوب لفتره زمنيه محدده وابتسامتها وفرحتها العارمه على محياها التي تحمل تجاعيد عمل شاق ولكنها كانت رحمها الله تخفي تعب الايام لتجعل من البسمه علاج لكل عليل ومهموم .

 صور كتابيه اسرد ابعادها ومساحاتها التي لاتقبل التأويل او الخداع او الشك فطالما نقراء سير البدايات ونعلم أن القرية هي البداية ومنطلق النجاح وعبق كل مقدمة كتاب او إهداء من المؤلف , اعود مجدد لأقول بأن أجواء القرية لازالت بخير طالما ان الحب والتألف يسيران معا دون تفرقه ولغة الحوار باقية لمسح بقية خيوط الخلافات التي لاحصر لها . 


حرف اخير :    غادرت المكان وغابت وهي لازالت تنظر من نافذة غرفتها لتبحث عن أصوات أغنامها 






قناة ( زوايا الإخبارية) 

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى