زوايا الإخبارية / كمال محمود :
أفتقرت مهنة الطوافة قبل العهد السعودي للعمل
القائم على المعرفة الشرعية العميقة والتنظيم المؤسساتي، إذ كان بعض
المطوفين يزاولون عملهم معتمدين على العُرف وما توارث عن المهنة من تقاليد
معيّنة، عدّت بالنسبة لهم بمثابة القانون المكتوب، بينما يستعين أخرون
بخبرتهم في حفظ بعض الأدعية المأثورة عن المناسك للعمل في الطوافة، دون
التفقه في الأمور الشرعية الخاصة بنسك الحج.
وعانى المطوفون في
العهود التي سبقت عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - تغمده الله
بواسع رحمته - من ضياع الحقوق، وتدخل السلطة، ومن ذلك أنه كان يتم بيع
تصاريح عمل الطوافة بمبالغ باهظة، كما حدث في العهد العثماني الثاني خلال
الفترة من 1256هـ - 1334هـ، وأضحى ذلك يتكرّر في العام الواحد عدة مرّات
لكسب المزيد من المال، على حساب هدر مكانة المطوفين.
أوضحت ذلك
الباحثة في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود جوزى بنت محمد السبيعي، التي
بينت أن مطوفي العهود السابقة ظلوا مهملي الجانب على الرغم من أنهم الشريان
الحيوي لاقتصاد الدولة العثمانية في ذلك الوقت، لدورهم في استقطاب الحجاج
وإنعاش حركة الحج، ولم يُعمل على رفع مستواهم المهني أو حتى متابعته.
وعدت الباحثة السبيعي في حديثها لوكالة الأنباء السعودية، عهد الملك
عبدالعزيز - رحمه الله - بأنه العهد الزاهر لمهنة الطوافة ولطائفة
المطوفين، وانطلاقتهم نحو تسنّم مكانة عالية في الدولة، مفيدة أنهم نالوا
الرعاية والاهتمام من الملك عبدالعزيز، واستمر الوضع على ما هو عليه في
عهود أنجاله الملوك - رحمهم الله جميعا- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه -.
وقالت جوزى : إن أول عمل قام به الملك عبدالعزيز - رحمه الله - عند دخوله الحجاز عام 1343هـ، هو إبقاء المطوفين على مهنهم ودعمهم، واتضح ذلك في كلمته الشهيرة التي قال فيها - رحمه الله - : كل من كان من العلماء في هذه الديار، أو من موظفي الحرم الشريف أو المطوفين، ذو راتب معين، فهو له على مكان عليه من قبل، إن لم تزده فلا تنقصه شيئا، إلا رجلا أقام الناس عليه الحجة أنه لا يصلح لما هو قائم عليه، فذلك ممنوع مما كان له من قبل".
وأفادت أن المطوفين نالوا في عهد الملك عبدالعزيز المكانة المرموقة التي ندر أن نالوها على مرّ التاريخ ، إذ تبوأ الكثير منهم أعلى المناصب في الدولة السعوديّة، وأختار منهم الملك عبدالعزيز مُترجمين لديه ، ووزراء، وسفراء ، وأعضاء في الشورى، فضلا عن إتاحة الفرصة لهم للعمل في مختلف قطاعات الدولة بالإضافة إلى عملهم المهني كمطوفين.
وأشارت إلى أن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - سنّ الأنظمة التي تنظم مختلف أوجه العلاقة بين المطوفين في تعاملاتهم ، سواء فيما بينهم، أو بينهم وبين الحجاج ، وبينهم وبين السلطة، وأصبح باستطاعة كل ذي حق أن يحفظ حقه ، وأمُنّت حقوق المطوفين وحقوق الحجاج .
ولمحاربة المخالفات البدعية التي كانت تمارس خلال موسم الحج من قبل بعض المطوفين نتيجة الجهل في بعض الأمور الشرعيّة، قالت الباحثة جوزى: إن الملك عبدالعزيز أصدر مرسوما ملكيا برقم 229 وتاريخ 23 / 1/ 1347هـ، يقضي بإلحاق جميع المطوفين بمدرسة تم تأسيسها للمطوفين، وذلك لتلقي العلوم الدينية المفيدة لهم في مجال عملهم.
ويدرس في هذه المدرسة مناهج : التوحيد ، والعبادات، والمناسك وآدابها على المذاهب الأربعة ، والأخلاق ، ومدة الدراسة فيها سنة واحدة ، يحصل بعدها المطوف المجتاز على شهادة مطوف رسميّة، وطورت في عام 1358هـ لتضم العديد من العلوم المختلفة وتصبح الدراسة فيها ثلاث سنوات.
وذكرت الباحثة جوزى، أن الملك عبدالعزيز أبتكر طرقًا حديثة لتنمية عمل المطوف، مثل: تخصيص إدارات حكومية مستقلة لدعم عمل المطوف، واستخدام الوسائل الحديثة كإصدار المطبوعات، وإنتاج الأفلام، وتسخير الإذاعة لخدمة المطوف، ودعم المطوفين ماليا، وتشجيعهم بوضع مرئياتهم حول مناسك الحج وتقييمهم له، والاستماع لمطالبهم وحمايتهم.
وأجرت الباحثة جوزى السبيعي العديد من الأبحاث التاريخية المحكمة في مجال الطوافة قبل العهد السعودي وبعده، منها بحث بعنوان (الجوانب الإنسانية في رعاية الملك عبد العزيز للمطوفين) الذي أدرجه كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية ضمن اصداراته العلمية المحكّمة.
واستشهدت في سياق حديثها لـ"واس" بوثيقة تاريخية توضح جهود الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في تأمين وصول الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء نسك الحج عن طريق مينائي "الليث" و"القنفذة" عام 1343هـ/ 1924م , إبان حصار ميناء جدة, مؤكدة أن هذه الخطوة من الجهود الخيّرة للملك عبدالعزيز في تيسير انسيابية عمل المطوفين في ذلك العام، والحيلولة دون انقطاع عملهم.
وفي جانب آخر أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -
تغمده الله بواسع رحمته - بصناعة باب جديد للكعبة المشرفة على
واستغرق العمل في صناعة الباب الذي أمر به الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ثلاث سنوات، وُصنع من قاعدة الحديد الصلب التي ثُبت على سطحها مصراعا الباب المعمولان من الخشب الجاوي المصفح بالفضة المطليّة بالذهب، إلى جانب أشرطة وفراشات نحاسية مزخرفة.
وتكونت واجهة الباب من منطقة مستطيلة الشكل، رأسية الوضع، يحيط بها شريط زخرفي قوام زخرفته فرع نباتي متعرج ينتهي بورقة نباتية مشرشرة ومقوسة بداخلها وردة سباعية البتلات، وتكرّر هذا النمط الزخرفي في الشريط كاملا.
وصممت المنطقة المستطيلة لهذا الباب على شكل عقد نصف دائري تعلوه منطقة مستطيلة بها أربعة أشكال شبه مستطيلة بداخلها كتابات، وفي كل ركن من أركانها فرع نباتي ينتهي بأوراق نباتية متعددة الفصوص، ذات فص، وفصين، وثلاثة، وخمسة، علاوة على وردة خماسية.
ونفذت في واجهة العقد من الأعلى زخرفة التوريق الإسلامية (الأرابسك) كما نفذ داخل العقد أشرطة نحاسية مذهبة رأسية الوضع، قوام زخرفتها وردة سباعية البتلات تتوسطها نجمة سباعية الزوايا، وزينت هذه الأشرطة بوريدات حماسية البتلات، بوسطها سرة بارزة بها أربع وريقات، ووردة رباعية البتلات، ويتكرر هذا النمط الزخرفي في جميع الأشرطة الأفقية البالع عددها 20 شريطا.
وقالت الدارة في المجلد الفاخر الذي أصدرته بعنوان (أعمال الملك عبدالعزيز المعمارية في مكة المكرمة) لأستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور ناصر بن علي الحارثي - رحمه الله - : إن باب الكعبة الذي أمر بصناعته الملك عبدالعزيز، رصّع بـ 114 فراشة بما في ذلك جانبيه الأيمن والأيسر والعتب العلوي، ويبلغ القائم الذي يربط عرض المصراعين 9 سنتيمترات، وارتفاعه عن سطح المصراعين 6 سنتيمترات، غطيت أجزاء متتابعة منه بصفائح فضية مزخرفة، بينما بلغ عدد المقابض أربعة، اثنان لقفل الباب، والآخران عبارة عن حلقة دائرية قطرها 9 سنتيمترات تبرز عن قاعدتها عن سطح الباب بمقدار 9 سنتيمترات.
ورُكّب باب الكعبة عصر يوم الخميس 15 / 12 / 1366هـ الموافق 31 أكتوبر عام 1947م في احتفال رسمي حضره صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - حينما كان وليا للعهد آنذاك، بحضور عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء، والمعالي الوزراء، والفضيلة، وكبار المسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين.
واستمر باب الكعبة كما هو عليه حتى عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - حيث لاحظ بعد صلاته في جوف الكعبة عام 1397هـ قدم الباب، ورأى آثار الخدوش ظاهرة عليه، فأصدر توجيهاته - يرحمه الله - بصنع باب جديد للكعبة المشرفة، وباب التوبة الذي يصعد به إلى سطح الكعبة المشرفة، وذلك من الذهب الخالص.
وبلغ ما أنُفق في صناعة البابين (باب الكعبة وباب التوبة) (13.420.000) مليون ريال، عدا كمية الذهب التي تم تأمينها بواسطة مؤسسة النقد العربي السعودي، وكميتها (280) كيلو جرامًا عيار 99.99% ، وُاستهل العمل في البابين من غرة ذي الحجة عام 1398هـ واستمر ذلك مدة 12 شهرًا، وأقيمت ورشة خاصة لصناعتهما، ولا يزالا حتى الآن في الكعبة المشرفة.
واستغرق العمل في صناعة الباب الذي أمر به الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ثلاث سنوات، وُصنع من قاعدة الحديد الصلب التي ثُبت على سطحها مصراعا الباب المعمولان من الخشب الجاوي المصفح بالفضة المطليّة بالذهب، إلى جانب أشرطة وفراشات نحاسية مزخرفة.
وتكونت واجهة الباب من منطقة مستطيلة الشكل، رأسية الوضع، يحيط بها شريط زخرفي قوام زخرفته فرع نباتي متعرج ينتهي بورقة نباتية مشرشرة ومقوسة بداخلها وردة سباعية البتلات، وتكرّر هذا النمط الزخرفي في الشريط كاملا.
وصممت المنطقة المستطيلة لهذا الباب على شكل عقد نصف دائري تعلوه منطقة مستطيلة بها أربعة أشكال شبه مستطيلة بداخلها كتابات، وفي كل ركن من أركانها فرع نباتي ينتهي بأوراق نباتية متعددة الفصوص، ذات فص، وفصين، وثلاثة، وخمسة، علاوة على وردة خماسية.
ونفذت في واجهة العقد من الأعلى زخرفة التوريق الإسلامية (الأرابسك) كما نفذ داخل العقد أشرطة نحاسية مذهبة رأسية الوضع، قوام زخرفتها وردة سباعية البتلات تتوسطها نجمة سباعية الزوايا، وزينت هذه الأشرطة بوريدات حماسية البتلات، بوسطها سرة بارزة بها أربع وريقات، ووردة رباعية البتلات، ويتكرر هذا النمط الزخرفي في جميع الأشرطة الأفقية البالع عددها 20 شريطا.
وقالت الدارة في المجلد الفاخر الذي أصدرته بعنوان (أعمال الملك عبدالعزيز المعمارية في مكة المكرمة) لأستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور ناصر بن علي الحارثي - رحمه الله - : إن باب الكعبة الذي أمر بصناعته الملك عبدالعزيز، رصّع بـ 114 فراشة بما في ذلك جانبيه الأيمن والأيسر والعتب العلوي، ويبلغ القائم الذي يربط عرض المصراعين 9 سنتيمترات، وارتفاعه عن سطح المصراعين 6 سنتيمترات، غطيت أجزاء متتابعة منه بصفائح فضية مزخرفة، بينما بلغ عدد المقابض أربعة، اثنان لقفل الباب، والآخران عبارة عن حلقة دائرية قطرها 9 سنتيمترات تبرز عن قاعدتها عن سطح الباب بمقدار 9 سنتيمترات.
ورُكّب باب الكعبة عصر يوم الخميس 15 / 12 / 1366هـ الموافق 31 أكتوبر عام 1947م في احتفال رسمي حضره صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - حينما كان وليا للعهد آنذاك، بحضور عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء، والمعالي الوزراء، والفضيلة، وكبار المسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين.
واستمر باب الكعبة كما هو عليه حتى عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - حيث لاحظ بعد صلاته في جوف الكعبة عام 1397هـ قدم الباب، ورأى آثار الخدوش ظاهرة عليه، فأصدر توجيهاته - يرحمه الله - بصنع باب جديد للكعبة المشرفة، وباب التوبة الذي يصعد به إلى سطح الكعبة المشرفة، وذلك من الذهب الخالص.
وبلغ ما أنُفق في صناعة البابين (باب الكعبة وباب التوبة) (13.420.000) مليون ريال، عدا كمية الذهب التي تم تأمينها بواسطة مؤسسة النقد العربي السعودي، وكميتها (280) كيلو جرامًا عيار 99.99% ، وُاستهل العمل في البابين من غرة ذي الحجة عام 1398هـ واستمر ذلك مدة 12 شهرًا، وأقيمت ورشة خاصة لصناعتهما، ولا يزالا حتى الآن في الكعبة المشرفة.
حسابه الخاص
عام 1363هـ، بعد أن علم - رحمه الله - أن الباب الموجود حينها قد أخذ في
الاختلال، وذلك لقدم صنعه الذي يعود إلى عام 1045هـ، بحسب ماذكرت دارة
الملك عبدالعزيز في إحدى إصدارتها التاريخية الموثقة.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم