الاصابات وصفت ما بين خطيرة إلى بالغة
الخطورة معظمها من الاطفال في استهداف بالقرب من مستشفى الدرة قبل قليل.
كما أصيب عدد من المواطنين بجراح بالغة الخطورة في قصف اسرائيلي في شارع النصر غرب غزة.
ووصلت حالات إصابات معظمها من الاطفال إلى مجمع الشفاء الطبي إثر قصف اسرائيلي شرق مدينة غزة.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قصفت عصر أمس السبت برج الظافر 4 ، بتل الهوا وسط
مدينة غزة في المنطقة الغربية ، وقد نزح سكان البرج إلى المناطق المجاورة
والمدارس .
صدمة كبيرة لدى السكان بعدما وصل الإجرام لدى الاحتلال الاسرائيلى باستهداف
منازل المدنيين والأبراج التي يتواجد بداخلها منازل لعشرات العائلات التي
شردت بعد قصف منازلهم .
فادى ناصر " 20 عاما " طالب جامعي يسكن برفقة أهله ، انتقلوا للسكن من
المنطقة الجنوبية لقطاع غزة لأبراج الظافر لاقترابها من الجامعة لتوفير
تنقلاتهم اليومية من الجنوب إلى مدينة غزة ، فاستقروا في برج الظافر 5 ،
ونقلوا كل حاجياتهم الخاصة هناك ، نظرا لالتحاق كل إخوانه في الجامعات
المحاذية للبرج .
لم يتخيل للحظة في حياته أن يرى هذه المشاهد للبرج الذي تم قصفه ، حالة
هستيرية سيطرت على جميع السكان المحيطين بالبرج ، لبدء لعبة جديدة ضد سكان
قطاع غزة بتشريد مجموعات كاملة في دقائق .
عشرة دقائق كانت كفيلة بتشريد أكثر من 50 عائلة فلسطينية من داخل البرج ،
ولا يمكن لمدرسة واحدة استيعاب هذا العدد الكبير من النازحين ،وقد خرج
السكان بملابسهم الشخصية حتى أن البعض من النساء غادر بملابس الصلاة .
وقال ناصر عن العشرة دقائق الأخيرة لهم في المنطقة وكيفية تحول الأبراج
لمكوك سريع اخلوا خلالها 4 أبراج " كنا نجلس امنين في بيوتنا ، وفجأة اتصل
الاحتلال الاسرائيلى بأحد المواطنين طالبا منه إخلاء البرج ، ولم يتم تحديد
البرج المستهدف ، وتم إبلاغ جميع سكان الأبراج في المنطقة المحيطة والتي
تتكون من برج الظافر 1،4،5، والنور والعجرمى ، ولم ننتظر لحمل اى شئ من
الحاجات الخاصة داخل المنزل ، وغادرنا بسرعة الريح كل الأبراج " .
تحولت منطقة الأبراج كخلية نحل ، ومما ساعد الخلية على التحرك بسرعة انقطاع
الكهرباء عن المنطقة كلها ، مما دعا الجميع للنزول على الإدراج بسرعة
فائقة تجنبا لحدوث أضرار لهم وإصابتهم .
وقالت زوجته أم احمد لدنيا الوطن أنها حينما سمعت بالخبر نزلت برفقة
بناتها دون حمل ما يتوجب حمله من المنزل ، وقد تركوا في منزلهم الهواتف
الخلوية وأجهزة الحواسيب اللاب توب ، حتى أنها لم تحمل مصروفهم الشخصي لحظة
الخروج .
أسرع الجميع لاستغلال العشر دقائق التي حددها الاحتلال الاسرائيلى للخروج
من البرج والابتعاد عن المنطقة ، نظرا للخطر العام الذي ينتظر برج من عدة
أبراج لم يتم تحديده .
وتابع ناصر لدنيا الوطن " مشهد لا يوصف حينما شاهدت شيوخ مسنين أطفال كلهم
يهرولون على الإدراج للمغادرة ، مشهد ذكرني إننا في اللحظات الأخيرة من
حياتنا لعدم قدرة إخلاء هذا العدد من البرج ومن كافة الأبراج المحيطة ،
وتوجهت بعض العائلات للمدارس القريبة من البرج نظرا للظروف الأمنية الصعبة
في التنقلات " .
وأشار ناصر خلال حديثه أن الصدمة كانت قوية حينما شاهدوا الظافر 4 يتهاوى
مثل قطع البسكويت ، وما زال الخوف باديا على ملامحه وأسرته تخوفا من
استهداف البرج الذي يسكنون به ، لأنه لا مأوى لهم إلا شقتهم داخل البرج .
ولم تتوقع الأسرة كاملة أن يكون حجم الدمار والتشريد كبيرة باستهداف البرج ،
وأكد أن اعتقادهم ساد أن هذه التهديدات ستنتهي باستهداف عدة شقق داخل
الأبراج ، وتم الإخلاء تجنبا لعدم حدوث أضرار وإصابات في سكان البرج .
وتوقعت الأسرة عودتها للمنزل في اليوم الثاني بعد الإخلاء وانتهاء القصف ،
ولم يهتموا بأخذ اى حاجيات شخصية من داخل المنزل ، إلا أن ما شاهدوه أمس
في استهداف البرج كاملا ، دفعهم لعدم العودة والبحث عن منزل يأوي الأسرة
لحين انتهاء الحرب .
وبعد عشرة دقائق وفى الوقت المحدد تحولت منطقة الأبراج إلى منطقة أشباح
بعدم تواجد اى حركة لسكان المنطقة أو تحرك للسيارات في الشارع الذي يطل على
الأبراج ، وفى دقيقة تم ضرب أعمدة البرج من الطابق الارضى بصاروخ من طائرة
شبح أدى لتفكك البرج ، ثم ألقت نفس الطائرة صاروخ أخر أدى لهدم البرج
كليا خلال دقيقة واحد .
وشردت إسرائيل بذلك ما يقارب 50 عائلة فلسطينية تسكن البرج المكون من 14
طابق ، ويقع بداخله 44 شقة ، ويعتبر البرج من الأبراج الضخمة في مدينة غزة
لوقوعه على مساحة واسعة من الأرض ، كما يتواجد كراج للسيارات أسفل البرج
وعدة محلات تجارية .
ولن يكفى سكان هذا البرج مدرسة واحدة للإقامة فيها بل عدة مدارس ، وسيكون
حالهم أسوا من حال مشردى المناطق الشرقية لهدم البرج كاملا ، وعدم وجود
منزل يلجئون إليه بعد الدماراو ارض ، وهنا تتجلى كل معاني التشرد للشعب
الفلسطيني بعدما تشرد سكان برج كامل بما يقارب نفس العدد الذي تشرد من
منطقة الشجاعية شرقي مدينة غزة خلال الحرب .
وكتبت الزميلة الصحفية شرين خليفة أن شقيقتها اختارت أثاث منزلها بدقة
وعناية برفقة خطيبها ووضعه في شقة المستقبل داخل برج الظافر 4 ، وانتهى
حلمها بعد قصف البرج كاملا عصر أمس .
و في حين زعم مراسل القناة الثانية العبرية العسكري ان اسرائيل ستضطر للدخول في
عملية برية موسعة في قطاع غزة لايقاف خطر قذائف الهاون على اسرائيل
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم