رمضان والشعوب : في جزر القمر براءة وروحانية

يعدها اليوم / احمد ممادي:

رمضان في جزر القمر براءة وروحانية

كغيرهم من المسلمين في جميع بقاع المعمورة، ينتظر الشعب القمري شهر رمضان المبارك بشغف وشوق كبيرين، وذلك أن شهر
ويبدأ الشعب القمري استعداده لاستقبال شهر رمضان المعظم من شهر شعبان الذي يعرف في المجتمع القمري باسم (موزي ومديزو) أي شهر الحفلات والنزهات والأفراح. وهذا الشهر يضفي الفرحة على جميع البيوت والأفراد ويسعد فيه القمريون أكثر من سعادتهم في أي وقت آخر طوال العام، حيث تجري العادة في هذا الشهر أن تقام في مدن وقرى حفلات متنوعة، سواء ما تتعلق بحفلات الزواج العادي أو الزواج الكبير، وحتى يتمكن الزوجان العيش في بيت واحد خلال شهر رمضان الكريم. كما تشهد الأيام الأخيرة من شهر شعبان حركات غير اعتيادية في الأسواق والمحلات التجارية، حيث تقوم الأسر بشراء المستلزمات والاحتياجات الضرورية والكمالية التي تستخدم في أوائل أيام رمضان.
ورمضان هذه السنة شهد غلاء فاحش للأسعار، فعندما تتجول في السوق المركزي بالعاصمة موروني تجد غلاء فاحش لأسعار
«عادات رمضانية»
تختلف عادات القمريين في شهر رمضان الكريم مع باقي أيام وأشهر السنة، وتتحول البلاد طوال أيام الشهر إلى أسرة واحدة يجمعها نداء الأذان، والحب والتآلف، ويتكافل أفراد المجتمع فيما بينهم ويشتركون في شراء مستلزمات البيت. وبشكل عام فإن رمضان في جزر القمر يمثل مناسبة للتكافل الاجتماعي والإحياء التراث الإسلامي. فعلى المستوى الرسمي فإن الحكومة متمثلة من وزارة العدل والشؤون الإسلامية ووزارة الداخلية والجهات الأمنية تصدر عدة قرارات تحظر كل السلوكيات التي لا تتناسب مع الضيف الكريم. كما يتم تخصيص مساحات واسعة من البث الإذاعي والتليفزيوني للبرامج الدينية والدعوية كما تقام في المساجد بين صلاتي العصر والمغرب الدروس الدينية.
أما على مستوى الشعبي فإن أبناء الجزر يقبلون على المساجد من أجل الصلاة أو سماع الدروس الدينية التي تحرص المساجد على زيادة جرعتها خلال شهر رمضان. ومن التقاليد الإسلامية التي يواظب عليها أهل جزر المقر الاعتكاف في المساجد خاصة في العشر الأخير من رمضان؛ وهي سنّة نبوية كريمة؛ فلا يخلو مسجد من شخص أو أكثر يعتكف فيه. كما تواصل المساجد في جزر القمر ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح حيث يحرص القمريون على أداء هذه الصلاة التي تبلغ 20 ركعة. ومن أهم الأطعمة على مائدة الفطور في جزر القمر هو شربة سواء من طحين الأرز أو ذرة وكذلك الشاي، كما تجد على مائدة الفطور لدى بعض الأسر بعض المشويات كالمنيوك والبطاطس والموز الأخضر بحيث تؤكل مع اللحم أو السمك المشوي أو المقلي.

المواد الأولية الواسعة الاستهلاك مما أدى بذوي الدخل الضعيف إلى انخفاض القدرة الشرائية لديهم خاصة وأن الأسعار التي اعتادوا عليها تغيرت إلى الضعف أو فاقت ذلك. وأكد بعض المواطنين الذين ارتادوا صبيحة اليوم الأول من رمضان سوق فولو فولو المركزية بالعاصمة موروني -الذي شهد حركات غير اعتيادية اعتبارا من اليوم الأول من أيام شهر رمضان المعظم- غلاء الأسعار، أن أسعار المواد الأولية من الموز الأخضر والبطاطس والمنيوك وغيرها فاقت قدرتهم الشرائية، موضحين في الوقت ذاته انعدام فرق الرقابة وترك التجار يعبثون بالأسعار كما يشاؤون، حيث عبروا عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من الغلاء الفاحش للأسعار. يذكر أن حكومة جزيرة القمر الكبرى متمثلة بمفوضية المالية أعلنت منذ يوم الخميس الـ19 من يوليو الجاري لوائح أسعار المواد الأولية بيد أن هذه الأسعار بقي حبر على ورقة ولا تطبق على الأرض.

رمضان يعتبر من أكرم وأغلى المناسبات على قلوب المسلمين. وهو شهر الخير والبركات وشهر التقوى والصلاح، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وشهر الصوم والصلاة وقراءة القرآن... شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفّد فيه مردة الشياطين. وقد انطلق رمضان في جزر القمر يوم السبت الموافق 21 يوليو الجاري مثله مثل سلطنة عُمان وسوريا وماليزيا والعراق، فيما أعلنت معظم الدول العربية والإسلامية أن يوم الجمعة أول أيام شهر رمضان المبارك.