0

                 

*بقلم / علي العكاسي


.. وحتى اللحظة .. لست أعلم يقينا ما هي الأدوار الوطنية المؤملة التي تفعله وتمارسه وتتعاطاه وزارة الزراعة الموقرة مع ثرواتنا الطبيعية التي يحفل بها تقاسيم الوطن ؟!!!

.. وحتى اللحظة .. ومنذ فصل توأمتها مع وزارة المياه .. لست أعلم يقينا ماذا تقدمه لمجتمع الفلاحين والنحالين والرعاة ؟!!!

.. وحتى تاريخه .. لم تحظ الغابات الزراعية في بلادي والمكتظة في أطوارها ووهادها .. وكذلك ما تحفل به المساحات الجغرافية في الصحاري والبراري والفيافي .. ما تستحقه من تطوير وبحوث ودراسات والضاجة بالتنوع في الطبيعة والمنتج والحياة ...!

.. ومنذ بواكير هذا الجهاز الزراعي في وطننا الكبير .. ظلت الخدمات المقدمة للمزارعين والنحالين والرعاة خارج أقواسها .. وبقيت متجهة ومحصورة نحو البنوك الزراعية والتي بقيت لمفردها من يتحمل الأوزار عن وزارة الزراعة بالنيابة وهي تقدم ما يحتاجه الطامحون في هذه المهن من دعم وتطوير .. وظلت أدوارها – فقط – معنية بدور الرقيب الساخر والمعقد كمرجعية للتنظير والتوقيع وإصدار التوجيهات وتعطيل المعاملات ...!

.. وعليه وحتى تاريخه .. فإن وزارة الزراعة ظلت ولم تزل تكرس غياباتها وتجاهلها وإقصائها لأهم ثروات الوطن .. وتخلت وانعزلت عن الدعم والتشجيع والتحفيز والوقوف على أهم احتياجات وتطلعات المواطن المحترف لهذه المهن ..

.. يحدث هذا الإقصاء والتجاهل المتعمد منذ ميلادها وحتى اليوم .. رغم ما تضخه الدولة لها من ميزانيات ضخمة ورغم ما تحفل به بلادنا من ثروات زراعية وحيوانية وسمكية وما تحفل به من تنوع مختلف ونادر في جغرافيتها ومناخاتها وطبيعتها وبيئاتها .. الأمر الذي منح منتجاتها التميز والجودة عن غيرها ..

.. نعم .. يحدث كل هذا الإقصاء والتغييب في عز ما تضج به بساتين جبال السروات من منتجات مدهشة في الفواكه والحبوب والخضار .. وما تخرجه لنا واحات القصيم وبيشة ونجران والمدينة ووادي الدواسر والأحساء من تمور غاية في لذة المذاق والجودة .. وما تحظى به منطقة جازان – كسلة غذائية – طافحة بأجود منتجات الحمضيات والورقيات وغيرها ..

.. نعم .. يحدث كل هذا الجهل المطبق من لدن الوزارة النائمة لأهم ثروات الوطن في عز توهج جبال عسير والباحة والطائف وأصدار تهامتها وتخوم سواحلها بأشهى منتجات العسل الصافي والشهير بلذة مذاقة وقيمته الغذائية .. زد على ذلك ما تكتظ به بلادنا من ثروات حيوانية وسمكية مهملة ومغيبة عن أجندة هذه الوزارة النائمة وغيرها مما تضخه لنا مزارع السواحل ووادي الدواسر وواحات الشمال من حصادها الموسمي كفواكه الشمام والبطيخ وغيرها .. وما تثمر به مدينة الورود – الطائف المأنوس -  من عطور الورد غاية في الجمال والجودة والتفرد ...!

.. ورغم كل هذا الزخم في المنتج والخراج .. إلا أن وزارة الزراعة الموقرة ما زالت في غياب مثير عن دعم مثل هذه الثروات الوطنية بالتسويق الذي يليق .. وبالحضور الإعلامي المؤمل .. وباستشراف خطورة تراجع هذه الثروات بفعل الاستنزاف المائي المتوقع .. والغياب اللافت والصريح عن إنشاء المعامل الحديثة لاختبار جودة هذه المنتجات .. وغيابها عن إنشاء الجمعيات التعاونية المتخصصة لكل مهنة .. بل سلمت رقابنا لعصابة من العمالة الأجنبية الجاهلة والجاهزة بالعبث بصحتنا ومواردنا المائية والطبيعية وبعيدا عن الرقابات والمساءلات ...!!!

.. وفي النهاية

.. نحن لن نحترم وزارة تخلت عن أدوارها الواعية ومهامها الوطنية الجسيمة .. وأزعم بأنه حان الوقت وأزف بتدخل المسؤولين وأصحاب القرار بمحاسبتها ومكاشفتها .. حتى لا نستيقظ ذات نهار ونصبح في المستقبل القريب رقما ضخما وفاجعا في سلم البلدان التي تعاني من الكفاف والجفاف ...!!!  

 * إعلامي سعودي



إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى