0
اتدرون من المفلس؟
احتفى القرآن الكريم بأسلوب التربية بالحوار مبيناً أهميته في تثبيت المعلومات والوصول إلى الحقائق،يبدو ذلك واضحاً فيما عرضه القرآن الكريم من حوار تم بين الرسل وأقوامهم كالحوار الذي تم بين نوح وقومه وبين إبراهيم وأبيه وقومه وبين موسى وفرعون،يقول الله تعالى:{ قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى* قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى*قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى*قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى}.
وعن الحوار الذي تم بين إبراهيم والنمرود يقال الله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
وقد اشتملت السنة الشريفة على أسلوب التربية بالحوار بدا ذلك واضحاً في العديد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم،وكان صلى الله عليه وسلم يستخدم أسلوب الحوار للتشويق وإثارة الانتباه فكان يسأل عن معاني بعض الألفاظ المعروف معانيها عند صحابته ليجيبوه بما يعرفونه من معانيها المشتهرة بينهم فإذا فعلوا ذلك بادر إلى تفسيرها وإعطائها المدلول الجديد الذي يريده،وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم:
"أتدرون ما المفلس؟قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"
ولعل من أهم أنواع التربية بالحوار تلك العبارات التي كان يلقيها الرسول صلى الله عليه وسلم بصورة تشد الانتباه شداً كمثل قوله يوما عند أصحابه"والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن،هكذا بصيغة القسم وبالتكرار الذي يفيد التأكيد بضمير الغائب الذي لا يعود على مذكور،فالفعل المنفي لا يعرف من فاعله ولهذا قال الصحابة يا رسول الله لقد خاب وخسر من هذا؟فقال صلى الله عليه وسلم:(من لا يأمن جاره بوائقه).


    

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى