إن الله تعالى جبل بني أدم،بل سائر المخلوقات على
التأثر بين الشيئين المتشابهين،وكلما كانت المشابهة أكثر كان التفاعل في
الأخلاق والصفات أتم،حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز احدهما عن الآخر إلا
بالعين فقط ولما كان بين الإنسان مشاركة في الجنس الخاص كان التفاعل فيه
أشد.
ولأجل هذا الأصل وقع التأثر والتأثير في بني أدم،واكتساب
بعضهم أخلاق بعض بالمشاركة والمعاشرة،بل إذا عاشر الآدمي نوعاً من الحيوان
اكتسب من بعض أخلاقه،ولهذا صارت الخيلاء والفخر في أهل الخيل والإبل وصارت
السكينة في أهل الغنم.
قال صلى الله عليه وسلم (أرس الكفر نحو
المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل،والفدادين أهل الوبر،والسكينة
في أهل الغنم).وهذا يؤكد حقيقة تربوية أن الناس يتأثرون ببعضهم البعض في
الأقوال والأفعال والاتجاهات والأفكار،والاعتقادات،وسائر الأخلاق.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم