المملكة العربية السعودية تومن بدور المرأة في بناء المجتمع ، و أن للمرأة الحق كما هو الواجب عليها ، و أنها مسئولة و بشكل أساسي لا يقل عن مسئولية الرجل في تشييد صروح التقدم لوطنها ،و عندما قامت المملكة بمنحالمواطنات حق الحصول على رخص للقيادة ، وجهت رسالة عملية بذلك إلى المجتمع بأكمله و مفادها:
أن الرجل و المرأة هما عنصرا البناء لا يستغني أحدهما عن الآخر .
أن ما يميز بين الرجل و المرأة الآن هي الكفاءة فقط فالفرص متساوية.
أن الوقت قد حان للعمل يداً بيد نحو التقدم الفكري و نبذ أي أفكار تعصبية لا تمت لا لشريعتنا و لا لأخلاقنا السعودية بأي صلة.
فهي قيادة فكر قبل أن تكون قيادة مركبة !
أما ما يتداوله البعض من أقاويل حول ما ستفضي إليه قيادة المرأة من التحرش على حد زعمهم ، فهذه تكهنات كاذبة و توقعات غير صحيحة فالواقعأن القيادة الحكيمة قد زرعت القيم الإنسانية و الإسلامية داخل شعبها الذي يتسم بالشهامة و العفة و الأخلاق العربية الأصيلة و هذا هو المؤشر الحقيقي لما سيكون بعد تفعيل القرار.
و في ما زعم من زعم ، نلاحظ تهكم واضح يحاولون النيل به من كافة الأطراف ، سواء قدرة الدولة على الضبط ، نخوة أبناء الوطن و عفة المواطنات السعوديات ، و لكن أنى لهم بما زعموا .
و أريد أن أورد مثالاً للقياس على ذلك ليس إلا
فعندما بعث الله تعالى النبي محمد صل الله عليه و سلم ، لم يقتصر أمر القرشيين على تكذيبه و محاربته ، بل السعي لمنع محادثة الناس له فضلاً عن جلوسهم إليه و الإمعان في كلامه .
لم يكتفوا بهذا القدر ، فأصبح من يتحدث بالمنطق الواقعي و الموضوعي ، من يناشد بالتفكر و الوعي ، من يحث على التضامن الإنساني ، من يدعو لتحقيق مكارم الأخلاق متهم في أنظارهم بصحبة محمد أو الإيمان بكلامه حتى لو لم يكن له علاقته به ،
و يا للعجب ! هل كان هذا عيب محمد صل الله عليه و سلم يا مجتمعه ؟
هل أجرم نبي الله عندما أراد أن يخرجكم من واقع الضلالات و انغلاق فكركم على العادات الواهية و الغير مجدية و المدمرة و نقلكم إلى نور الحق و انفتاح العقل و اتساع الأفق ؟
آمن من حارب النبي ضمناً برسالته ، أما عن علة عدائهم له ، فهي إيقانهم بصدق قوله ، فهم يعلمون جيداً أن رسالته تدعو للتقدم الإنساني الذي يؤرق مصالحهم الفردية و يهددها عدله.
و الآن و بعد مضي أكثر من أربعة عشر قرناً نجد أمثال أولئك و لكن على نحو مختلف في الشكل فقط أما المضمون فهو ذاته ، حرب شعواء على الارتقاء في الفكر ، فماذا يريدون يا ترى ؟
@Ali_AlAyed
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم