0
 
زوايا الاخبارية - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--


 في إحدى أزقّة العاصمة الأردنية عمّان الضيقة، والمحاطة بالأبنية القديمة، يختبئ كنز ثقافي أدبي لا يغلق أبوابه طيلة ساعات النهار وكافة أيام الأسبوع.
إنه "محل الماء،" وهو متجر للكتب المستعملة يملكه حمزة المعايطة، الذي يمثل الجيل الرابع من بائعي الكتب في أسرته. وأسس جد المعايطة هذه المكتبة في أواخر القرن التاسع عشر في مدينة القدس، تحت اسم "خزانة الجاحظ." وفي العام 1948، انتقلت المكتبة إلى عمّان، حيث أصبحت المكتبة الأولى في الأردن التي تؤجّر الكتب، تحت إدارة والد المعايطة، ممدوح.
يتذكر المعايطة والده قائلاً: "كل يوم كنت أعود وأجد والدي نائماً وعلى صدره كتاب، وكأنه سيقدّم امتحاناً كل يوم." 

واليوم، توجد ثلاثة فروع لمكتبة "خزانة الجاحظ" في منطقة وسط البلد في عمّان، بإدارة المعايطة وإخوته. لكن الفرع الذي يديره حمزة هو الفرع الأول للمكتبة، والواقع بالقرب من النيمفيوم الروماني في عمّان.
وفي العام 2016، قرر المعايطة الانفصال عن الفروع الأخرى لـ "خزانة الجاحظ،" وإطلاق اسم "محل الماء" على متجره، ليعكس فلسفته التي يعتبر فيها أن الكتب تتخذ الأهمية ذاتها للماء، ويجب أن يكون الوصول إليها بالسهولة ذاتها. 
ويرفض المعايطة وضع سعر محدد على أي كتاب، ويترك للمشتري حرية تقدير الثمن، مؤكداً أنه "مسح" فكرة التعامل مع الكتب كسلعة تجارية من رأسه، حتى وإن كان ذلك يعني تقديمها مجاناً. 
ورغم أن بعض الكتب والمخطوطات تتخذ مظهراً رثاً وقديماً، إلا أن المعايطة يقدّر قيمة أي كتاب مستعمل يحصل عليه.

ولدى زيارة "محل الماء،" سيجد الزائر أن غالبية الكتب تُوجد في القسم الخارجي في المكتبة  وقد فُرشت على الرصيف، بينما وضّبت بعض الكتب الأخرى تحت خيمة بدوية، فيما تُوجد الكتب الأخرى والمفضلة للمعايطة في منطقة داخلية ضيقة. 
ومحل الماء ليس مجرد كتاب لبيع الكتب المستعملة، بل هو أيضاً بمثابة مكان للتجمّع والفعاليات الاجتماعية. ويقول المعايطة: "عندما يكون الجو جميلا، يجلس الناس خارجاً.. وهناك تجمعات موسيقية وقراءات شعرية." 
كنز كان على وشك الضياع
وفي العام 2016، أدت عوامل مادية وصحية إلى جعل المعايطة يغلق "محل الماء" لفترة أشهر عديدة. وهذا الأمر أثر كثيراً على أحد زبائن المعايطة المعتادين، آلان إلبوم، والذي يدرس اللغة العربية في الأردن. وبدأ ألبوم حملة تمويل جماعي على الإنترنت بهدف جمع 15 ألف دولار. ونجحت الحملة بحلول أبريل/نيسان في جمع أكثر من 18 ألف دولار.
ويهدف المعايطة إلى استخدام هذا المبلغ في نشر المعرفة والترويج لثقافة أدبية في الشرق الأوسط، مثل معارض الكتب في السجون والمجتمعات النائية، والتي ستُنقل الكتب إليها على متن الدراجات الهوائية أو العربات.


إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى