0




◀┃سارة القحطاني  واس ┃ ابها :
ناقش المشاركون في الجلسة الثالثة للمؤتمر الدولي الثاني " الإعلام والإرهاب: الوسائل والإستراتيجيات ", الذي تنظمه جامعة الملك خالد, في فندق قصر أبها, ويستمر لمدة 3 أيام, " دور المؤسسات التربوية في التصدي لفكر التطرف والإرهاب ".
وشارك أستاذ المعهد العالي للإعلام والاتصال بالمملكة المغربية الدكتور عبد اللطيف بن صفية, بورقة علمية تحت عنوان " التربية الإعلامية في مواجهة التجنيد الإلكتروني الإرهابي: رؤية إستراتيجية وخطة ميدانية لاعتماد التربية الإعلامية في تحصين الشباب ضد التوظيف الهدام للإعلام الجديد في العالم العربي".
وتناولت الورقة العلمية معالجة استعمالات آليات الإعلام الجديد وبالأخص شبكات التواصل الاجتماعي في وسط الشباب العربي المسلم ، في جميع أنحاء المعمور، بغرض تشبعه بأفكار هدامة و تجنيده خدمة لأهداف إرهابية, مشيراً إلى أن هناك بحوث واجتهادات علمية عربية وإسلامية عديدة في التوظيف المغرض لهذه الشبكات التي يتفاعل و يتماشى معها الشباب العربي المسلم بشكل عفوي و تلقائي نظرًا لتوفر التجهيزات الإلكترونية وسهولة الحصول عليها ، واتساع هامش الحرية في استعمالها، لدرجة أنه أصبح معها الشباب لقمة صائغة لأطراف وجهات تستغل أوضاع هذه الفئة، وتنهج أذكى السبل لدس السموم والألغام، وعبر تلك الفئة، في جسم المجتمع الإسلامي كافة.
وبين الدكتور عبداللطيف أن الدراسة تهدف إلى رصد الظاهرة ووضع مشروع رؤية إستراتيجية بين يدي حكومات العالم العربي، وخطة عمل ميدانية بمواصفاتها العلمية والمهنية لاعتماد وتوظيف التربية الإعلامية في تحصين الشباب العربي لمواجهة الآثار السلبية والخطيرة لاستخدامات الإعلام الجديد بشكل عام، ومنها شبكات التواصل الاجتماعي تحديدًا، من قبل العناصر و الجماعات التي تستغل هشاشة الوضع للزج بالشباب العربي المسلم في جحيم الممارسات غير المحمودة العواقب.
وتتركز المقاربة المنهجية لهذه الدراسة على خلاصات البحوث والدراسات والمقالات التي عالجت موضوع التواصل الإلكتروني، وتداعياته المختلفة بالبلدان العربية الإسلامية، وبالتحديد بالجوانب المتعلقة بقضايا الإرهاب, حيث يستند التشخيص على أداة التحليل الرباعي التي ستلخص ما تراكم من أفكار ومعلومات و نتائج وتوصيات حول الموضوع على المستوى العالمي، وبالأخص في العالم العربي الإسلامي، وكذلك ما تتيحه معطيات تقارير المنظمات الدولية والإقليمية.
بدوره تناول أستاذ كلية العلوم التطبيقية بصحار في سلطنة عمان الدكتور محمد بن علي العوفي " دور مؤسسات التعليم العالي في تعزيز مفهوم التسامح لدى الشباب ", أوضح خلالها أن المجتمعات المعاصرة تعيش حالة من الصراع مع المفاهيم السائدة نتيجة تفاوت فهم الأفراد لها في ظل العولمة التي ألقت بظلالها على كافة جوانب الحياة المختلفة, حيث تعاني هذه المجتمعات على اختلاف مواقعها وتصنيفاتها انتشار الأفكار السلبية الهدامة، كالإرهاب مثلا، لاسيما بين أوساط فئة الشباب, الأمر الذي يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العالم أجمع.
وأشار الدكتور العوفي إلى أن المجتمعات تعوّل كثيراً على القيم الاجتماعية الأصيلة، كالتسامح مثلا، في التصدي للنزعات والاتجاهات التي تدعم الإرهاب وتروج له لدى فئة الشباب على وجه الخصوص, حيث يؤصّل مفهوم التسامح قيما نبيلة، كالحوار، وقبول الآخر، والعدالة، واحترام الثقافات والأديان، وغيرها, لافتاً إلى أن فئة الشباب تعدّ ثروة حقيقية للمجتمعات وعاملاً حيوياً يمكنه المساهمة في النهوض بتلك المجتمعات، ومواكبة المتغيرات العالمية المتجددة، ومن هنا يأتي دور المجتمع المعاصر في تحصين شبابه ضد التيارات الفكرية المشبوهة من أجل إعداد جيل سليم يحمل قيما متسامحة ترفض الإرهاب، وكل ما يؤدي إلى تأجيجه, ويقع العبء الأكبر على مؤسسات التعليم العالي التي تحتضن هذه الفئة في ضوء المرحلة الجامعية التي ينتسبون إليها.
وتأتي هذه الورقة كمحاولة علمية في سبيل ايضاح الدور الذي ينبغي أن تقوم به مؤسسات التعليم العالي في التصدي للفكر الإرهابي بين أوساط الشباب، من خلال تعزيز مفهوم التسامح، وقيمه النبيلة لدى فئة الشباب عبر القنوات المتاحة في المؤسسة الجامعية كالمناهج والمقررات، والأنشطة الطلابية، وأشكال التعامل اليومي في الحياة الجامعية.
واستعرضت الورقة العلمية الدراسات السابقة ذات العلاقة للاستفادة منها في تحليل واقع ثقافة التسامح لدى الشباب في المجتمعات المعاصرة, وتركز الورقة الحالية على إعداد تصور مقترح لمؤسسات التعليم العالي، تستطيع من خلاله نشر قيم التسامح لدى الطلاب، وتحصين الشباب ضد فكر التطرف والإرهاب الذي ساد مؤخرا نتيجة الاستغلال السيئ لمستجدات العولمة, ويمكن أن تدعم هذه الورقة جهود الحكومات عموما والمؤسسات خصوصا في بلورة القيم الإسلامية والعربية الأصيلة إلى واقع حياتي لدى الشباب يساعدهم في تكوين الشخصية المتسامحة.

 من جهته قدمت أماني بنت محمد فريجات من مركز الحسين للسرطان بالمملكة الأردنية الهاشمية , بحثاً بعنوان " درجة احتواء النتاجات التربوية في النظام التربوي الأردني لمفاهيم التطرف والإرهاب ", أوضحت من خلاله أن جميع النتاجات التربوية التي يسعى النظام التربوي الأردني لتحقيقها لدى الطلاب تساعد الطالب على محاربة كافة مظاهر الإرهاب والتطرف بدرجة عالية، شريطة تفعيل النتاجات التربوية وانعكاسها في المناهج الأردنية وتطبيقها تربويا في الميدان, حيث توصلت الدراسة إلى جملة من التوصيات أهمها, إجراء دراسة عملية للتأكد من صقل شخصية الطالب بأفكار النتاجات التربوية، بالإضافة إلى ضرورة إضافة نتاجات تربوية خاصة وصريحة تتعلق بمفاهيم الإرهاب والتطرف.
من جهة أخرى أكد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور نايف بن خلف الثقيل, خلال ورقته العلمية التي حملت عنوان " دور المسرح في مواجهة الإرهاب والتطرف الفكري.. دراسة على العاملين في الإنتاج المسرحي السعودي ", مبيناً أنه عبر مراحل التاريخ كان المسرح والفعل الدرامي يشكل حضوراً فعالاً ومؤثراً في المجتمعات التي عرفته ليسهم مع مؤسسات المجتمع الثقافية والدينية، وغيرها في تنوير أفراد المجتمع وتثقيفهم, وعند الأزمات والأخطار يقف المسرح والدراما كأحد خطوط الدفاع التي تحمي المجتمع، وتساهم في توحيد صفوفه وتقويته.
وأوضح الدكتور الثقيل أن الورقة العلمية هدفت إلى التعرف على دور المسرح في مواجهة الإرهاب والتطرف الفكري، وموقعه ضمن منظومة الإستراتيجيات الإعلامية والثقافية والفكرية الكفيلة بالمواجهة, في ضوء الأحداث الإرهابية التي تواجهها المملكة العربية السعودية, كما تسعى لتفهم دور المؤسسات الثقافية والتربوية والإعلامية في استخدام المسرح، وتوظيفه كأحد الأسلحة لمواجهة موضوع الإرهاب والتطرف الفكري.
وتطرق الدكتور الثقيل إلى مدى أهمية المسرح في معالجة قضية الإرهاب والتطرف الفكري, والدور المنتظر من العاملين في الحقل المسرحي السعودي للمساهمة في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف الفكري, ودور المؤسسات الثقافية والتربوية والإعلامية السعودية في استخدام المسرح وتوظيفه, إلى جانب واقع المسرح السعودي في مواجهة الإرهاب والتطرف الفكري, وتفعيل دور المسرح في التصدي للإرهاب والتطرف الفكري, ومعوقات التوظيف الفعال والمؤثر للمسرح في الإستراتيجية الثقافية والإعلامية والفكرية لمواجهة الإرهاب.
وقدمت نورة بنت ظافر الشهري من منسوبات إدارة التعليم بعسير ورقة علمية بعنوان " التربية الإعلامية الناقدة ", ناقشت خلالها تحصين النشء من خلال التربية الإعلامية الناقدة, بهدف المحافظة على قيم المجتمع المسلم، والولاء والانتماء للوطن لدى الأبناء، والتعريف بالمصطلحات المتعلقة بالتربية الإعلامية الناقدة مثل: الإعلام الناقد، والتفكير الإبداعي, والمقارنة بين وسائل الإعلام القديمة والحديثة وصلتها بالإرهاب, والفرق من حيث قوة التأثير وسرعة وصول المعلومة، إمكانية التخفي والتنكر، والفرق بين النقد والنقض الإعلامي, إضافة إلى التقنيات المهمة في التربية الإعلامية الناقدة، والتي منها: الحوار، المشاركة في صنع القرار، تعزيز القيم، وتقدير الذات, ووسائل حماية الشباب من الوقوع في الإرهاب من خلال الإعلام.



◀و شارك أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد الدكتور عمر إبراهيم أبو سعدة في المؤتمر الدولي الثاني " الإعلام والإرهاب : الوسائل والإستراتيجيات"، الذي تنظمه جامعة الملك خالد في فندق قصر أبها اليوم، بورقة عمل تحت عنوان " أساليب استخدام التنظيمات الإرهابية للإنترنت" مستدلاً بنموذج تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وطرق استغلالها للوسائل الإعلامية المتنوعة للوصول إلى أهدافها ، وأفرادها.
وأبان أبو سعدة أن التحولات السياسية الجارية التي تشهد المنطقة العربية والعديد من دول العالم الغربي، هيأت لسياق إقليمي مناسب لزيادة دور الجماعات الإرهابية ، وخاصة تنظيم (داعش) الإرهابي, فتصاعد دوره على النحو الذي يظهر في المنطقة العربية والعالم , وتحول إلى ظاهرة عالمية برزت نشاطاته بشكل مذهل عبر وسائل الإعلام، خاصة من خلال شبكة الإنترنت، والتي بدورها هددت استقرار عدد من الدول والمجتمعات العربية والأجنبية، مؤكداً على ضرورة مواجهة هذا التنظيم وأنشطته الإرهابية بكل الطرق والوسائل المناسبة والفعالة.
وأجاب أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد في ورقته المقدمة في المؤتمر عن كيفية استخدام التنظيم للإنترنت وبرمجة تحركاته واتصالاته وعملياته الإعلامية، ودواعي استعمال التنظيم للانترنت بمختلف تطبيقاته، مبيناً أبرز الوسائل والطرق الفاعلة لرصد تحركات التنظيم وأنشطته ، وإبراز تأثيراته المحتملة على متصفحي الإنترنت من الشباب العربي.
وطرح الدكتور أبو سعدة في ورقته عددا من الدراسات والتوصيات التي تسهم في رصد نشاطات التنظيم ، وإسهاماتها في مساندة الإعلام الأمني وتطوير استراتيجيات محاربة ظاهرة الإرهاب، التي تنبثق من رصد أنشطة التنظيم والتنظيمات الإرهابية الأخرى عبر صفحات الإنترنت.
بدوره ، قدم الدكتور عثمان مُحمَّد عثمان المشارك من جامعة إفريقيا العالمية ومقرها الخرطوم ورقة حول دور وسائل التَّواصل الاجتماعي في انتشار الإرهاب العالمي، مستشهداً بوسيلة الإنترنت التي مكنت التنظيمات من الوصول إلى الجماهير في أنحاء العالم، والذي أتاح للفرد الفرصة لتبادل المعلومات والأفكار والتعبير الحر، مؤكداً على ضرورة توظيف التكنولوجيا لمكافحة الإرهاب والحد من انتشار التنظيمات الإرهابية التي فتكت بالمجتمعات، وجندت الشباب ضمن صفوفها.
وتناول أستاذا الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل الدكتور عبدالحليم موسى ، والدكتور لطفي زيادي , الإصدارات الإعلامية التي ساهمت في نشر أيديولوجيات التنظيمات الإرهابية عبر وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية، وكيفية نقل التصريحات والأحداث والتسجيلات عبرها، وذلك لتجنيد الشباب من الجنسين والترويج لأغراضهم الدعائية.
وعن الحرب الإعلامية قال الدكتور لطفي " تشكل الحروب الإعلامية جوهر النزاعات التي يشهدها العالم منذ القرن الماضي، فمنذ ظهور وسائل الإعلام الجماهيرية ذات القدرة الهائلة على الانتشار والتأثير، أصبحت حرب الإعلام أو الحرب التي تخاض عبر وسائل إعلام، نوعا قائما بذاته من أنواع الحروب المختلفة، حروب اقتصادية، تجارية، سياسية، وغيرها، وجزءا أساسيا من الحرب العسكرية التقليدية"، مضيفاً أن إرهابيي ومتطرفي القاعدة ومن بعدهم تنظيم داعش الإرهابي , فهموا أهمية الحرب الإعلامية والدور الأساسي والمحوري الذي يمكن أن تلعبه وسائل الاتصال والإعلام التقلدية، وما يسمى بالإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، يوتيوب، وغيرها) في استقطاب المجاهدين ـ حسب قولهم ـ، وبث أفكارهم ومعتقداتهم، فجهزوا لها ميزانيات ومعدات ضخمة وسخروا لاستعمالها مختصين وتقنيين متمرسين في التصوير والإخراج الفني وصياغة المضامين الاتصالية والدعائية ، وأتقنوا استعمالها بحرفية عالية، للتواصل مع خلاياهم النائمة في شتى أنحاء العالم، وإيصال أوامرهم ومخططاتهم وتفاصيل العمليات الإجرامية والإرهابية التي يعتزمون القيام بها داخل بؤر التوتر مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن، وكذلك داخل عدد من البلدان الأخرى.


إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى