وأطلق أهالي الرياض مسمّى "رباط العلم" على هذا المبنى بوصف الرِباط يُطلق على من يرابط في سبيل الله وطلب العلم وفقا للمؤرخ المعروف راشد بن محمد بن عساكر، الذي أوضح في حديث لـ "واس" أن مبنى الرباط بناه البنّاء حمد بن قباع على شكل مستطيل يمتد من الجهة الشرقية من مدينة الرياض القديمة إلى الجهة الغربية منها، وبدأ السكن فيه عام 1358هـ واستمر إلى عام 1374هـ.
وبحسب المؤرخ العساكر فقد بُني "رباط العلم" في ميدان "دخنة" في الجزء الجنوبي خلف سوار مدينة الرياض القديمة التي كانت محاطة بأسوار وتسعة أبواب، ويتكون من طابقين (سفلي وعلوي) والسفلي يضم عددًا من محلات بيع المواد الغذائية بالجملة ويعود ريعها إلى تأمين مسكن "رباط العلم"، والعلوي يضم 50 غرفة صغيرة لسكن الطلاب تستوعب كل غرفة ثلاثة إلى أربعة طلاب، ويمنح الطالب المتميز منهم في الدراسة غرفة مستقلة لتشجيعهم على العلم، بينما في الجهة المقابلة للمبنى يقع الميزان الكبير الذي يتوسط السوق.
وأشار إلى أن الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - اهتم ببناء ذلك المبنى لعنايته بطلبة العلم الذين يأتون من خارج مدينة الرياض بعد توحيد المملكة، وتزايدت أعدادهم في تلك الحقبة، مفيدًا أن الملك المؤسس - رحمه الله - وجه كذلك بصرف مكافأة شهرية لطلبة العلم في "رباط العلم" تتراوح مابين 15 إلى 50 ريالاً، تُصرف لهم إما عن طريق أموال نقدية أو بإعانة عينية تتكون من : التمر، والبر، إلى جانب تزويدهم بالإعاشة اليومية التي تأتيهم من قصر خريمس الموجود في داخل مدينة الرياض.
وبين أن موقع مبنى "رباط العلم" كان يقوم على المحكمة الكبرى سابقًا في الرياض، وحاليًا دخل ضمن مساحة الجامع الكبير في دخنة المسمى في هذا الوقت ( مجامع الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -).
وإلى جانب عرض كتب الثقافة والمعرفة والعلوم والفكر والفلسفة والتاريخ التي امتلأت بها أرفف وطاولات أجنحة الدور والجهات الحكومية المشاركة، يشاهد الزائر للمعرض أربع بوابات رئيسة يدلف منها زوّار معرض الكتاب مصمّمة بما كانت قائمة عليه عند إنشائها قبل أكثر من 200 عام في محيط مدينة الرياض القديمة، وهي : الظهيرة، والثميري، ودخنة، والمريقب.
ويعقب البوابات مداخل سمّيت بأسماء عُرفت في مدينة الرياض القديمة التي كانت تغلق الساعة التاسعة مساءً وتُفتح فجرًا، وهي : قصر خريمس، والدحو، والمربع، علاوة على ممرات تخترق أجنحة المعرض كسبت شهرتها بين أهالي مدينة الرياض مثل : وادي حنيفة، والقرى، والوسيطى، ومصدة، والمعيقلية، وسوق الزل، وحي الرِباط (رِباط العلم)، والهِدم (الملابس)، وآل سويلم، والمقيبرة.
ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب فُرصة سانحة للتزود بالمعرفة عن طريق اقتناء الكتب، وعن طريق الثقافة البصرية التي تحفز جيل اليوم على زيادة القدرة على الاتصال مع الصور والنماذج المعروضة بدون شرح كتابي، ومعرفة وفهم مجريات الأحداث، واستيعاب مدلولاتها ومعانيها المعبرة عن مكانة الرياض القديمة التي تعاقبت عليها العصور التاريخية، علاوة على ما وصلت إليه - بفضل الله تعالى - من حضور تاريخي عندما أصبحت عاصمة للدولة السعودية الثانية عام 1240هـ، واستمرت حتى اليوم لتصبح عاصمة للمملكة العربية السعودية بعد استرداد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - لها عام 1319هـ.
وتبين المسميات التاريخية المنتشرة في معرض الكتاب مدى مكانة الرياض الكبيرة في قلب الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي جعلها منطلقًا لتأسيس الدولة السعودية الحديثة، بعد أن وحد البلاد على الأسس المتينة التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى من تطبيق لشرع الله ، وتوحيد البلاد والعباد ونشر العلم والأمن والاستقرار، وصار على هذا النهج القويم الملوك ( سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله) - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي تولى أمارة الرياض على مدى 50 عامًا، وجعل منها مدينة عصرية تضاهي أجمل مدن العالم.
شاهد :
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم
ابتساماتاضغط هنا لترى الكود!
لاضافة ابتسامة يجب على الاقل وضع مسافة واحدة قبل الكود.