0
عاملاً كبيراً في الإصلاح:
من المعروف أن التربية نشاط أو عملية اجتماعية هادفة،وأنها تستمد مادتها من المجتمع الذي توجد فيه؛إذ إنها رهينة المجتمع بكل ما فيه ومن فيه من عوامل ومؤثرات وقوى وأفراد،والقدوة في التربية هي من أنجع الوسائل المؤثرة في إعداد الناشئ خلقيا،وتكوينه نفسيا  واجتماعيا وذلك لأن المربي هو المثل الأعلى  في نظر الناشئ،والأسرة الصالحة في عين النشء يقلده سلوكيا،ويحاكيه خلقيا من حيث يشعر أو لا يشعر بل تتطبع في نفسه وإحساسه صورته القولية والفعلية والحسية والمعنوية من حيث يدري أو لا يدري!ومن هنا كانت القدوة عاملا كبيرا في صلاح الناشئ أو فساده.
فان كان المربي صادقا أمينا كريما عفيفا نشأ الناشئ على الصدق والأمانة والخلق والكرم والشجاعة والعفة وإن كان المربي كاذبا خائنا متحللا بخيلا نشأ الناشئ على الكذب والخيانة والتحلل والجبن والبخل.إن الناشئ مهما كان استعداده للخير عظيما ومهما كانت فطرته نقية سليمة فإنه لايستجيب لمبادئ الخير وأصول التربية الفاضلة ما لم يرى المربي في ذروة الأخلاق وقمة القيم والمثل العليا ومن السهل على المربي أن يلقن الناشئ منهجا من مناهج التربية ولكن من الصعوبة أن يستجيب  الناشئ لهذا المنهج حيث يرى من يشرف على تربيته ويقوم على توجيهه غير متحقق بهذا المنهج وغير مطبق لأصوله ومبادئه.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى