في إحدى الأيام .. وينما الزوج مهتم بزوجته
ليسألها من باب حبه واهتمامه المفرط بها لما أنتي متضايقة؟ فأجابت الزوجة بكل قسوة
لزوجها: بأنها متضايقة هكذا وعليه أن يتعود منها ذلك وأن عقلها قد أصبح مؤجر
لغيرها، فتكتم الزوج عن الإجابة أو المحاورة معها بعدما قد عرف حجمه عندها، ليفكر
بالزواج عليها بمن سوف تقدر حبه وتحترمه أو بالأصح بمن ستحبه بقلبها قبل عقلها،
لتدور الأيام وإذا بالزوجة الأولى رغم معرفتها بخطاها إلا أنها مازالت تكابر
وتجاحد على زوجها لتسأله بعد زواجه من الثانية لما أنت قد تزوجت علي وفضلت عني
بزوجة ثانية؟ لتكون إجابة الزوج لها: بأن
زوجتي الثانية قد اشترت قلبي وتملكته اليوم بينما كان قلبي موجود عندك وبين يديك
بالأمس إلا أنك لم تقدري ولم تكتفي بذلك، بل قمتي بتأجير عقلك للغير ولم أعترض على
فعلك معي رغم أحقيتي فيه وفيك، ولهذا فأنا من حقي اليوم بأن أبيع جسمي بكل ما فيه
لزوجتي الثانية، وكونها لم تؤجر هي الأخرى عقلها لغيرها، فالعقل أساس الجسم فإن
ذهب العقل ذهب معه كل شيء، فانتي قد أجرتي ولكي حرية ذلك وأنا أيضا قد بعت ولي
الحق في ذلك، كما أن بين البائع والمشتري يفتح الله، وربنا يعوض علي وعليك، وعليه
.. إذ نجد أن الزوجة الأولى هي التي قد أهملت زوجها وباعته بكبرها وبتجاوزها
لأخطائها لتخسره، ثم كانت سببا واضحا في أن يبحث عن زوجة أخرى ليعوض ما تم نقصه،
وبسبب تقصيرها له وبعدم تقدير حبه واهتمامه لها، لتكون هذه الزوجة ظالمة لنفسها
أولا ثم لزوجها كثانيا، وفي الختام .. قال الشعبي: كنت جالسا عند شريح إذ دخلت
عليه امرأة تشتكي زوجها وتبكي بكاء شديدا، فقلت: أصلحك الله ما أراها إلا مظلومة،
فقال له شريح: وما أدراك؟ قلت: لبكائها، قال: لا تفعل فإن أخوة يوسف جاءوا أباهم
عشاءا يبكون وهم له ظالمون.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم