لاتستهينوا بالعجائز فدهائهن كبير ، وتحمل لنا البادية الكثير من قصصهن المثيره والتى تحمل في ثناياها المزيد من الحكم فإن كانت الحكمة يمانية فالحكمة من العجائز تعالوا الى هذه القصة التى قراتها لكم من الباديةهذا رجل من البادية للمرة الثانية من امرأة وكان لديه زوجته الأولى وأولادها وبعد فترة من زواجه الجديد ساورته الشكوك في أن زوجته الجديدة لا تحبه ولا تميل له وأن لها رغبة بغيره لأنها لا تحادثه إلا نادرا ولم يرى الابتسامة على وجهها مطلقا فسبب له هذا الشك قلقا كبيرا وحيرة شديدة وأراد التأكد من مشاعر زوجته تجاهه فذهب إلى عجوز وطلب مشورتها في هذه القضية فأشارت عليه بخطة لكشف حقيقة زوجته وهي أن يصطاد أفعى ويخيط فمها ويضعها فوق صدره لتراها زوجته عندما تأتي لإيقاضه في الصباح وعليه أن يصطنع الموت وعندها سيعرف مشاعرها إذا رأته ميتا فطبق تلك الخطة وبالفعل عندما أتت زوجته وحاولت ايقاضه ولم ينهض فرفعت الغطاء وصعقت عندما رأت الأفعى على صدره فصرخت بأعلى صوتها منادية على ابنه من الزوجة الأولى واسمه (زيد) ظنا منها أنه قد مات من أثر لدغة الحية ويقال بأنها من شدة الصدمة قالت هذه القصيدة بلا شعور
يا زيدرد الزمل بهل عبرتي === على أبوك عيني ما يبطل هميلها
اعليت كم من سابق قد عثرتها === بعود القنا والخيل عجلٍ جفيلها
واعليت كم من هجمةٍ قد شعيتها === صباح وألا شعتها من مقيلها
واعليت كم من خفرةٍ في غي الصبا === تمناك يا وافي الخصايل حليلها
سقّاي ذود الجار لاغاب جاره === وأخو جارته لاغاب عنها حليلها
لامرخيٍ عينه يطالع لزولها === ولا سايلٍ عنها ولا مستسيلها
وبعد أن سمع الزوج هذه القصيدة تأكد من مشاعر زوجته وعرف مدى الحب الذي تخفيه حياءاً فقط فنهض من فراشه فرحا ليبشرها بأنه لم يمت لكن الزوجة توارت حياءاً لأنها كشفت عن مشاعرها وكإمراة بدويه تخجل من البوح بمشاعرها بهذه الطريقة المباشرة وحين عرفت أن الأمر لا يعدو كونه خدعة لاختبارها ذهبت لأهلها وأقسمت بألا تعود إليه إلا أن يكلم الحجر الحجر,ويكلم العود العود أي استحالة العودة إليه ثانية بعد فعلته هذه فأصبح الزوج في حيرة أكبر من السابقة مثلما نقول (بغى يكحلها وعماها ) ولم يجد أمامه إلا العجوز صاحبة فكرة الاختبار فربما تجد له مخرجا من ورطته هذه وبالفعل كانت العجوز من الذ كاء بحيث قالت له:
احضر (رحى) والرحى معروفة عبارة عن قطعتين من الحجر وتستعمل في طحن حبوب الحنطة وغيرها وتطلق صوتاْ عند استخدامها وعادةً ما تجاوبها النساء بالغناء هذا بالنسبة للحجر أما العود فذكرت له الربابة واضافت اذا كان لزوجتك رغبة بك فستعود إليك وفعلاْ عادت له زوجته بهذه الطريقة
الشايب والفتاة
حمدان شايب ولكنه هواوي و قلبه خضر يعشق بسرعة وكان فيه بنت صاحبة مقالب أرادت أن تمازح حمدان لترى ردة فعله فذهبت إليه وسلمت عليه وسألت عن حاله بكلمات جميلة ثم ذهبت فجأة وبدون استئذان فتعلق قلب الشايب حمدان بها وقال فيها أبياتا ذاكرا فيها أنها أعادته للماضي وأنها اذا لم تبادله المشاعر فإنه سيلحق بأخيه حمود الذي في قبره كما يذكر التاريخ واليوم الذي قابلها فيه حيث قال:
يا بنت خوذي خاطري وارحميني === لا تجرحين العود بعيونك السود
غضي نظرك وغطي الوجنتيني === لعل يومٍ جدد الجرح ما يعود
يوم انتهى مع مرمسات السنيني === جتني صواديفه على غير مقصود
باول شهر عشره نهار الثنيني === حمدان مروا به على جنازة حمود
وكان هدف الفتاة الرئيسي هو أن تجاريه بالقصائد من باب المزاح وهو لا يعلم أنها شاعرة فردت عليه بأبيات ساخرة قائلة:
يا شايب الرحمن وينك وويني === عزي لحالك قدمك الباب مسدود
قلبك عطوف وجاه قلبٍ متيني === والبنت ما تشفق على مغازل العود
حبل الرجا مقطوع بينك وبيني === مثل الغليث اللي رعا قلبه الـدود
أقفى شبابك والعرب مقبليني === يا عود ما يرجع من العمر مفقود
فتحطم قلب حمدان عندما سمع أبياتها وفقد الأمل في قربها وقال أبياتا موضحا فيها أنه لا رغبة فيه للغزل بعد هذا العمر فقال:
يا بنت صدي بالعيون الظليله === لا صد عنك الله نهار القيامه
مالي ومالك يالفروع الطويله === لو فيك من رسم البداوه علامه
يا بنت ما لي بالثمانين حيله === أهدف كما تهدف على البير قامه
أقفى شبابي والدهر شفت ميله === يالله حسن الخاتمة والسلامه
أعطيك موجز والبضاعه قليله === وأخذت لك من صافي الماء سنامه
وبعد فترة من الزمن مرت به ثانية وألقت عليه السلام ذهبت بسرعة مما أثار الشايب حمدان ففكر في أن يقول لها أبياتا يخبرها بأن الدور سو يأتيها يوما لتصبح عجوزا هي الأخرى وأنه من الرجال الطيبين وممن تنصاه الناس ومشهود له بالكرم وأنه لا يريد منها سوى السلام وإلقاء التحية والترحيب فقال
يا بنت ما جاس الكبر والخشونه === وعادت شباب اليوم يجفل من الشيب
يا سرع ما وبلك تمزع مزونه === يالفاتنة يا أم الثمان الرعابيب
يا بنت ما بيني وبينك مهونه === كلمة شرف نبي تحية وترحيب
الله من عودٍ ثقيلة ظنونه === ينصاه راع المشكلة والمواجيب
على الكرم والدين نفسه حنونه === تلقاه بالأجواد شرق وتغاريب
ثم أرسل الأبيات مع عجوز وعدها بهدية قيمة إذا أوصلت الرسالة لها، فأخذتها العجوز إليها وبعد أن رأتها الفتاة حبست العجوز في غرفة وقالت لها مثل ما أتيتي بأبياته يجب أن ترجعي بأبياتي إليه فكتبت الفتاة أبياتا أقوى من الأولى وأكثر تحطيما لقلب حمدان حيث قالت:
العود عود وطايحاتٍ سنونه === من كثر ما يرقد على جرة الذيب
عودٍ مهرقل والعرب ما يبونه === يا عود ما لك في طويل المراقيب
أقفى شباب العود راحت حتونه === مثل اليتيم اللي بكا ما له مجيب
جداه ينثر دمعة ٍ من عيونه === غريق موجٍ ما لقاله مقاضيب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم