لايمكن
أن تتحقق في أي زمان ومكان إلا إذا وافق القول فيها العمل،وتحول الفكر إلى
واقع،إذ أنه من السهل تأليف كتاب في التربية ومن السهل تخيل منهج،وإن كان
في حاجة إلى إحاطة وبراعة وشمول،ولكن هذا المنهج يظل حبراً على ورق،يظل
مطلقاً في القضاء،ما لم يحول إلى حقيقة واقعة تتحرك في واقع الأرض ما لم
يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه وتصرفاته ومشاعره وأفكاره مبادئ المنهج ومعانيه
عندئذ يتحول إلى المنهج إلى الحقيقة.
والأن
الإنسان بطبيعته يتأثر كثيراً بغيره في الأقوال والأفعال والاتجاهات
والأفكار والخلاق وغير ذلك،فإن هذا يعني أنه لا بد للإنسان من قدوة حسنة في
أسرته ولا بد له من قدوة حسنة في مدرسته،ولا بد له من قدوة حسنة في
حياته،وليس هناك أفضل ولا أكمل ولا أنبل ولا أجمل من شخصية النبي محمد صلى
الله عليه وسلم،لتكون قدوة للمسلم في كل شأن من شؤون حياته،وكل جزئية من
جزيئاتها،لأن القدوة الشاملة التي تمثل وتستوعب وتطبق كل مبادئ وقيم
وتعاليم الإسلام التي تشمل مختلف جوانب حياة الإنسان وصدق من قال عن الرسول
محمد صلى الله عليه وسلم،أنه كان بين الناس رجلاً،وبين الرجال بطلاً وبين
الأبطال مثلاً،فلا ريب بعد هذا أن تكون شخصيته محمد صلى الله عليه وسلم،
وهي القدوة الحسنة والمتجددة على مر الأجيال.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم