0
الانسان القدوة:
إن نظرية مهما تبلغ من الصحة ودقة الفكر،وإن تعليماً مهماً يكن رائعاً ويقع من الناس موقع الإعجاب،وإن هداية مهما تجمع من صنوف الخير،كل ذلك لا يغني غناء ولا يثمر ثمرة،ولا يبقى على الدهر إلا إذا كان له من يمثله بعمله،ويدعو إليه بأخلاقه وفضائله، ويصرفه إلى الناس بالقدوة والأسوة، فيقتدي الناس بدعوته عن طريق العمل بعد العلم، معجبين بسجايا هؤلاء الدعاة معظمين لأخلاقهم،مكرمين طهارة قلوبهم،وزكاة نفوسهم، ونظافة أخلاقهم،ورجاحة عقولهم،وحصانة آرائهم،وسداد أفكارهم.
ويجب أن لا نفهم أن دور القدوة مقتصر على نجاح النظريات والأفكار الدنيوية فقط،بل القدوة ضرورية ومهمة ومطلوبة،في الأديان السماوية والمناهج الإلهية،لهذا قال النبي شعيب عليه السلام فيما حكاه الله تعالى عنه
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
ونبه سبحانه وتعالى المؤمنين إلى ذلك بقوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ
* كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى