0
  كتب / ناصر القحطاني ┃




يظل إسم الإعلامي الأستاذ / على آل عمر عسيري رحمه الله في عمق الذات ، ومهما غاب عنا ورحل عن دنيانا سيظل ذلك الوميض الخافت الذي ينير أمامنا الكثير من الأمور في دروب مسيرتنا الإعلامية فمن هو أستاذ الريادة؟ كتب عنه الاعلامي الشاب عبدالرحمن عسيري : حين قابلته قبل أيام من وفاته قال لي هذه الجملة متفائلٌ بك كثيراً لم يعرف علي آل عمر عسيري أنها قد أشعلت في جوفي بركان طموحٍ قد غطته المياه الباردة ... فهو الأديب الذي قرأتهُ قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً في ديوانه المشترك قصائد من الجبل ورأيته كما اتفق الناس على رؤيتهم فيه ، فهو مبدعٌ يمتطي صهوة الألق ورجلٌ مشاركٌ في صناعة الثقافة العسيرية ... أحسست في كلماته شيئاً من الدفء الغريب ... فهو قامةٌ أدبيةٌ نشرفُ بها ونفاخرْ ... فقد خرجت من جبال عسير ... وأبدعت ووضعت لها مكاناً في مجلس المبدعين السعوديين .. رحمه الله فالندى قد تساقط من زهرة الصبح .. حين لم تلمحهُ في بستانها ذلك الصباح الذي كان موشحاً بالحزن والأسى ... لأبي عبدالرحمن عدة دواوين هي : ــ قصائد من الجبل { ديوان مشترك } ــ رماد الوجه الحنطي ــ قصائد غاضبة ــ قصائد للوطن ــ قصائد ناعمة ــ قصائد واقفة وجمعها أخيراً في ديوانٍ واحد اسماه { من قصائدي } للرجل النبيل أولاً ووفاءً له ولما قدم لهذه المنطقة ولكم أنتم هنا في عسير الأدب سأكتب بعض المقاطع من قصائد شاعرنا كما جاءت في دواوينه وسأنقلها بين الفينة والأخرى وبالطبع هذا لا يفيه حقه فعلي آل عمر أكبر من موضوعٍ يكتبه شابٌ لم يتجاوز الثالثة والعشرين .... من قصيدة من أنت يا قاتلي من أنـت يـا قاتلـي فـي غفلـة الزمـنِأمط لثامك أضحى الرأس في الرسنِ مـن أنـت ياقاتلـي أسفـر فقـد ذهـبـتكل المروءات عن وجهٍ بـلا وطـنِ ؟ من أنت يا قاتلـي جرعتنـي غصصـاًمـن المـرارة أن الـداء مــن بـدنـي ؟ من أنـت ؟ وانتصبـت فـي كـل رابيـةٍيــــد تــلـــوح لـلـركـبــان والـســفــنِ تشكـو إلـى الله مـن ظلـمٍ أحيـط بـهـاكـمـا أحـيـط شهـيـد الـوشـمِ بالـكـفـنِ ياقاتلـي بـاسـم ديــن الله هــل بلـغـتبــك الجـسـارة أن تفـتـي وتقتلـنـي ؟ ألست من كان صدري حضنه ويـديوطاء كعبيه والمشروب مـن لبنـي ؟ ثم يقول : واحسرتـاه علـى الأوطــان يحرسـهـامن ليس فيها سوى السرّاق والخون واحسـرتـاه عـلـى الأوطــان يسكبـهـامن لا يراها سـوى الأريـاف والمـدنِ واحسـرتـاه عـلـى الأوطــان يكسبـهـاعطـراً وينفـث فـي الأرجــاء بالعـفـنِ واحــســرتــاه لـــديـــن الله دنـــســــهمــن يـدعـي أنـــه لـــولاه لـــم يـهــنِ وفي قصيدة أخرى بعنوان { عولماتيون } وهي القصيدة التي امتلكتني بخيالها الجميل وهي قصيدة تفعيلية .... يقول : في شارعٍ بلا رصيف ترجْل الحفاة عن شجونهم وعبَأوا المدى بصرخةٍ ذبيحة الصدى ...؟ تضاءل الطريق ضاق واحتمى بقامة السما تثاءب الإسفلت من لجاجة الإعياءْ وفارت الدماءْ وسالت المداخل القريبه بلكنة عجيبه وغابةٌ من السيقان في سحاقْ داعبت إحدى الغانيات ْ صبيةٌ لا تشبه البناتْ سألتها : هل أنت من مواطني الشتاتْ ؟ قالت أأنت من رِعاء الشاء ؟ أشعلتُ في جبينها فتيل خاطره أدركتُ أنها حسناء تعشق المناظره قالتْ : ألست من ذوي الفحوله ومن ذوي المناقب الشدادِ والشوارب المفتوله قلتُ : بلى وما الغريب في مظاهر الرجوله ؟ قالت : ألا تغار من استباحة الدخيل بيضة الشرفْ من هجمة الصلفْ ألا ترى ألا تعي ألا تصفْ أليس في البلاد من يرد مظلمه ... وما تجر العولمه ؟؟ علي بن أحمد آل عمر عسيري (المملكة العربية السعودية). ولد عام 1372هـ/ 1952 م في قرية الشبارقة - ضواحي مدينة أبها - السعودية. نشأ في الريف, واشتغل بالزراعة والرعي, ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية خارج قريته ثم حصل على الثانوية من معهد المعلمين, ودبلوم كليات المعلمين, وبكالوريوس اللغة العربية. دخل الحياة العملية منذ عام1972 حيث أشرف على عدد من المراكز الثقافية, وعمل مدرساً لمدة أربعة عشر عاماً, ومديراً للمركز الإعلامي لمدة أربع سنوات, ثم مديراً لمحطة التلفزيون في مدينة أبها. عضو مؤسس بنادي أبها الأدبي, ورئيس تحرير مجلة الجنوب لمدة ستة أعوام, وعضو لجنة التنشيط السياحي, وأمين عام جائزة أبها الثقافية, ورئيس لعدد من اللجان الإعلامية بمنطقته. نشر إنتاجه الشعري والنثري في العديد من الصحف السعودية والعربية, وشارك في عدد من الأمسيات واللقاءات الشعرية والأدبية داخل المملكة وخارجها. دواوينه الشعرية: قصائد من الجبل (بالاشتراك) 1404هـ - رماد الوجه الحنطي 1405هـ - قصائد غاضبة 1411هـ. ممن كتبوا عن شعره: محمد الظاهر, وعبدالله عبدالرحمن الزيد, وصالح زياد. 


إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى