0

كتبت- منى الموجي┃


 

''أمنا الغولة'' أو ''الكتعة'' كما كان يسمونها أطفال فيلم ''العفاريت''، هي صاحبة ملامح وجه قاسية جعلت الكثير من المخرجين يختارونها لتقديم أدوار الشر لتصبح واحدة من أشهر نجمات السينما اللائي نجحن وببراعة في تقديم أدوار الشر، وفي نفس الوقت رأى فيها آخرون خفة ظل تصلح لتقديم أدوارا كوميدية مازال الجمهور يعشقها، فنجحت في توحيد الجمهور على حبها شريرة كانت أو كوميدية، هي ابنة الإسكندرية نعيمة عبد المجيد عبد الجواد الشهيرة بنعيمة الصغير.

نعيمة عرفها الجمهور امرأة بدينة تؤدي أدوار المرأة القاسية والحماة خفيفة الظل التي بينها وبين زوج ابنتها ''مصانع الحداد''، فمن منا ينسى دور نازلي في فيلم ''الشقة من حق الزوجة'' بمشاهدها الطريفة مع زوج ابنتها محمود عبد العزيز، والذي كلما تحدث مع زوجته ابنتها معالي زايد يؤكد لها أنه يشتم رائحة نازلي في الموضوع.

مونولوجيست

نعيمة بدأت مشوارها الفني مونولوجيست مع زوجها الفنان محمد الصغير، التحقا معا بفرقة إبراهيم حمودة، ومن بعده انتقلا إلى فرقة الفنان إسماعيل ياسين، وبدأت العمل في السينما في الأربعينيات، حيث اكتشفها مخرج الروائع حسن الإمام، فقدمها كمطربة في فيلمه ''اليتيمتين'' بطولة فاتن حمامة وثريا حلمي.

ولا أحد يتخيل أن صاحبة هذا الصوت الغليظ المجروح، كانت بداية انطلاقها في عالم الفن كمطربة، ففي فيلم ''اليتيمتين'' ظهرت كمطربة في أحد البارات، وقدمته نعيمة عام 1948، ويقال أنها تخلت عن دورها كمطربة لتكتفي بموهبتها كممثلة وذلك بعدما دست لها إحدى زميلاتها سما في الشاي أثر على أحبالها الصوتية، ولكنه أمر لم يثبت صحته.

علامات

أدوار نعيمة علامات لا يمكن أن ينساها أحد حتى وأن كانت تقدم دور قليل المشاهد، فهي الأم القاسية التي لا يفرق معها سلوك ابنتها طالما ستجلب لها ولإخوتها المال في ''القاهرة 30''، والمرأة التي لا تعرف معنى الرحمة بطفلة يتيمة الأبوين، فتجعل من ''سيدة – شادية'' خادمة لها ولأسرتها ولا تطعمها سوى القليل في ''نحن لا نزرع الشوك''، وأمنا الغولة أو الكتعة التي تستخدم الأطفال في السرقة وتوزيع المخدرات والتسول في ''العفاريت''، وهي أشهر قاتلة في التاريخ ''ريا'' التي قتلت نساء الإسكندرية في العشرينات من القرن الماضي في ''ريا وسكينة''، لكنها أيضا الأم طيبة القلب التي ترفض أن تكون حملا على ابنها في ظروفه الصعبة وتفضل أن تسكن المقابر على أن تتنقل مع ابنها في ''كراكون في الشارع''.

مفاجآت نعيمة لا تنتهي، حيث لا يعرف كثيرون أن الفنانة وافقت أن تكون موديل أو فتاة إعلانات لعدد من السلع الغذائية، وهي مرقة دجاج ''كوين''، وتظهر نعيمة في الإعلان وهي تنصح الجمهور باستخدام مرقة الدجاج، قائلة ''أنا مش تخينة مع شوربة كوين''، ورغم أنها كانت مشهورة لدى الأطفال بلقب أمنا الغولة، إلى أن إحدى شركات البسكويت اختارتها لتقدم إعلان لبسكويت الشمعدان الذي يستهدف في الأساس الأطفال، وتظهر نعيمة لتكرر فقط كلمة الشمعدان بصورة تفزع الأطفال، إلى الحد الذي جعل عدد من الجمهور يصفون الإعلان بـ ''الإعلان المرعب''.

توفيت نعيمة عن عمر ناهز 59 سنة في يوم 20 من شهر أكتوبر عام 1991.




إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى