0
غزة -اسامة الكحلوت
"خبينى يا ماما ببطنك جنب البيبى ، انا خايف من الصواريخ صارت كثيرة وفى كل مكان ، امانة خبينى " كانت هذه كلمات الطفل الشهيد ساهر سلمان ابو ناموس  " 3 اعوام " من شمال قطاع غزة ، خوفا من الصواريخ التى القيت على منطقتهم بكثافة .

قصته ككل قصص الاطفال الذين استشهدوا خلال الحرب على قطاع غزة ، اطفال فى عمر الزهور يحلمون بحياة بريئة وسط ذويهم ، اقتلعتهم الصواريخ من احضان امهاتهم دون ادنى احترام لحقوق الاطفال وتجنب استهدافهم . .

ساهر الطفل الذى تميز عن اخوانه الاربعة بمحبته بين جميع افراد الاسرة والاهل والجيران ، فقد نشر ضحكته بين الجميع ومحبته بين الجيران ، لعله يشعر بان اجل قصير منذ لحظة الولادة ، ليترك الاثرك الطيب بين الجيران والصدمة لامه وابيه .

وبتاريخ 11 / 7 يوم الجمعة منذ بداية العدوان على القطاع توجه والده سلمان ابو ناموس  " 33 عاما " للصلاة على امام المسجد اللى يقع بجانب بيتهم بعد استهدافه بصواريخ الاحتلال فى منطقة السكة شمال جباليا ، ونظرا لمحبة الشهيد فى المنطقة المحيطة للمسجد ، تم تاخير الصلاة عليه عدة مرات لحضور مشيعين من المساجد المجاورة للمسجد .

وقال ابو ناموس انه وخلال الانتهاء من الصلاة على الشهيد اطلقت الطائرات الاسرائيلية الحربية والاستطلاعيه صواريخها بشكل عشوائى على المنازل القريبة من المسجد ، وتطايرت الشظايا على المشيعين قبل خروجهم من المسجد .

وتابع ابو ناموس لدنيا الوطن " شدة القصف اجبرنى للهروب ناحية المنزل لتفقد اسرتى والجلوس بجانبهم ، ومع شدة القصف خرجت زوجتى على باب المنزل  لتفقد ابنى ساهر الذى قطع حديثه مع والدته التى تمنى منها ان تخبأه فى بطنها بجانب المولود المنتظر من شدة الصواريخ ، ليشاهد ما يدور على باب المنزل ".

وكانه يسير الى قدره المحتوم بعد هذه الرغبات بالعيش والبقاء حيا امنا بجانب والدته ، وبمجرد وصوله الى باب المنزل اصيب بصاروخ من طائرة استطلاع اصابه بشكل مباشر وكانت النهاية على باب المنزل قبل تحقيق حلمه بالامان .

وعلى باب المنزل كانت الفاجعة الغير متوقعة ، فعندما شاهدته والدته لقى على الارض كان الشهيد نائما دون وجود اى علامات لاستشهاده او اصابته ،  واركت انه نائما بتوجهت لحمله  فصرخت صرخة دوت المنطقة من الصدمة بعدما شاهدت رأس طفلها فارغ من الخلف بعد اصابته بشكل مباشر ، لتهرع فيه من جديد الى اى سيارة قريبة لنجدته .

وتصادف حملها بوصول زوجها سلمان الى المنزل ليبدأ بالصراخ والباء من جديد بعدما شاهد راس طفله الحبيب والمدلل لديه ، حيث توجه للمسجد هربا من اصطحابه معه للصلاة على شيخ المسجد ، لكن هروبه كان لترك ابنه يذهب لقدره .

لم يدرك نفسه من شدة الصراخ والبكاء والاسراع للشارع العام لحمله للمستشفى  ، الى ان جاءت سيارة مدنية نقلته للمستشفى ليعلن استشهاده على الفور بعد تكسير الجمجمة ونزيف دمائه وافراغها .

وقد شعر الطفل بقرب اجله بعدما تردد عدة مرات بالقيام من فراشه ، وسؤاله المتكرر هل انتهى القصف لوالدته ، لينتهى بطلبه بالاختباء فى رحم والدته بجانب الجنين، ليصيبه الصاروخ دون تحقيق حلمه واكمال رغباته وطلبه لوالدته.









إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى