0

 بقلم / سامي ابو دش
 
فالبؤساء : بئِسَ يَبأَس ، بُؤْسًا وبَأْسًا ، فهو بائِس : بئِس الرَّجُلُ افتقر واشتدَّتْ حاجتُه \" انتشلوه من البُؤْس \" , عاش في بُؤْس ، كما يعتبر تعبير \"البؤساء\" تعبير فرنسه بالضبط إلى الإنجليزية ، فبالفرنسية له معنيان ، فقد يعني بـ : \" ناس يعيشون في بؤس \" , وقد يعني أيضا بـ : \" ناس يعيشون خارج المجتمع وفي فقر مدقع \" , إن اهتمام فيكتور هوجو بالعدالة الاجتماعية واهتمامه بهؤلاء البؤساء قد كان واضحا ، ولكن لم تكن رغبته في تحسين الظروف للمواطنين العاديين في فرنسا والتي قد جعلت من هذه الرواية رواية عظيمة ، إن البؤساء رواية عظيمة لـ فيكتور هوجو ولأنه قد كان رومانسيا في قلبه ، والكتاب مليء بلحظات من الشعر العظيم والجمال الأعظم , كما أن عمق الرؤية وبحقيقتها الداخلية هي التي قد جعلت منه عملا كلاسيكيا لا يحدده أي وقت ، وهو يعد أيضا من أحد الأعمال العظيمة في الأدب الغربي وحتى اليوم أي بعد 150 سنة من كتابته ، ليظل هذا الكتاب ( كتاب البؤساء ) كـ قصة قوية.
واليوم .. فلقد أصبحت ظاهرة الفقر واحدة من أهم الظواهر الهامة الشاملة والمتنوعة , كما تعد أيضا ظاهرة مخيفة وسلبية من حيث خطورتها وبكثرة انتشارها في مجتمعنا , ولما لها من نتائج وخيمة قد تؤدي إلى حدوث كارثة عظيمة في المستقبل لا قدر الله , وكونها مازلت تندرج في المجال الاجتماعي , ويكفينا فقط لما نشاهده أو نسمعه عن هؤلاء الفقراء وعن معاناتهم ومأساتهم , وعن حالتهم الاجتماعية والنفسية المزرية , والدولة وفقها الله مازالت تعطيهم وتساعدهم بل و تعمل ليل نهار على إيجاد وتوفير كل الحلول في إنهاء معاناتهم أو مشكلتهم سواء أكانت صحية أو مادية أو معنوية , إلا أنها لن تستطيع ولوحدها فقط لأن تكمل أو تنجز وبشكل فعلي لكل هذا العمل الجبار , بل ستحتاج منا أيضا لأن نكون جميعا معها يدا بيد وأن نعمل معها على إكمال اللازم , وحتى تتضافر كل الجهود من أجل إنقاذهم من أنياب الفقر والحاجة , كما أن للأغنياء دورا هاما وحيويا في إكمال ما يمكن إكماله , وذلك بعطفهم وشفقتهم على الفئات المستضعفة والأخذ بالجود عليهم , وفي مساعدة الفقراء بما من عليهم من فضله , وحتى يتم تحقيق الهدف الواحد والذي يصب أولا في محاربة الفقر والحاجة عن طريق التكافل الاجتماعي , قال تعالى : ( وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) صدق الله العظيم , فلا شبهة في أنه أمر إيجاب ، والبائس الذي أصابه بؤس أي شدة ، والفقير الذي أضعفه الإعسار وهو مأخوذ من فقار الظهر , قال ابن عباس : البائس الذي ظهر بؤسه في ثيابه وفي وجهه ، والفقير الذي لا يكون كذلك فتكون ثيابه نقية ووجهه وجه غني .

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى