غزة / هبة كريزم : ( متابعات)
في كل مرة
تتسارع فيها الأحداث على الساحة الغزيّة، كان النشاط يسري في عروق المصور
الصحافي محمد عثمان لتوثيق جرائم الاحتلال، وخاصة أنه ضحية إحداها حينما
باغتته رصاصة قناص إسرائيلي أصابته بالشلل النصفي وحالت دون مقدرته على
التنقل بين مواقع الأحداث بسهولة كما كان قبل ثلاثة أعوام.
في الخامس عشر من أيار 2011، أصيب عثمان بعيار ناري متفجر خلال تغطيته مسيرات العودة في ذكرى النكبة، ما أدى إلى إصابته بشلل نصفي، لكن إرادته لم تنكسر وظل يتلقى العلاج الطبيعي ليتحسن وضعه الصحي حتى صار قادراً على التنقل المحدود. مع بداية الحرب الإسرائيلية الجارية (الثالثة) على غزة، تابع محمد الأحداث عبر التلفاز وشبكات التواصل الاجتماعي. مضى اليوم الأول والثاني منها، وهو لا يزال يترقب التطورات لأنه لم يتوقع أن تطول المعركة. في اليوم الثالث، وبعد أن أخذت الحرب تتصاعد، قرر أن يعود عثمان إلى عمله ويكون عاملاً مساعداً في نقل الحقائق إلى العالم.
يقول لـ«الأخبار»: «عزمت على حمل الكاميرا مرة أخرى، ولم أحتمل أن أبقى بعيداً عن الأحداث»، ويذكر أن كاميرته تضررت في لحظة إصابته، ولم يكن بحوزته بداية هذه الحرب أي معدات للتصوير، لكنه استعارها من زملائه الصحافيين الذين شجعوه على ذلك، وانطلق نحو تصوير القصف متجاهلاً خطورة التنقل في ظل القصف العشوائي.
اتخذ المصور الشاب من سطح إحدى البنايات وسط مدينة غزة مقراً له، فاعتلاه وجلس على كرسيه المتحرك يلتقط مشاهد القصف، وخاصة لحظات سقوط الصواريخ. مع مرور الأيام ودخول الحرب مرحلتها البرية، زاد إصراره على استكمال عمله، وتوثيق الجرائم بحق المدنيين مع أن وضعه الصحي لا يسمح له بالجلوس مدة طويلة في ظل الإرهاق الذي يصاب به الأصحاء ممن يقفون طوال اليوم.
ويتحدث عن اليوم الذي جرت فيه مجزرة حي الشجاعية، شرقي غزة، قائلاً إنه كان يتابع عن بعد كيلومترات قليلة القصف على الحي، «وكانت القذائف والصواريخ تتهاوى بجنون على بيوت المدنيين، في هذه اللحظات أمسكت الكاميرا والتقطت صور تدمير البيوت والمصانع».
ظل محمد ذو الثمانية والعشرين عاماً على هذه الحال لعدة أيام تعرض فيها للخطر بسبب قرب القصف من السطح الذي اعتلاه بجانب عشوائية الاستهداف الإسرائيلي، ولم يعد خلالها إلا بضعة أيام لأخذ بعض الفُرُش وحاجيات تخص وضعه الصحي.
حتى بعدما أعلنت هدنة إنسانية لأول مرة وانطلق الناس لقضاء حوائجهم ومعاينة الدمار، لم يعد محمد إلى منزله، بل آثر الذهاب إلى أماكن الدمار وتوثيق ما يستطيع الوصول إليه، وخاصة أن الشوارع لم تعد صالحة لسير كرسيه المتحرك. وبمجرد انقضاء الهدنة وعودة الحرب، رجع إلى سطح البناية حيث كان. لكنه لم يخف أن نفسه تتوق للنزول إلى الميدان وتصوير آلام الناس عن قرب.
ويذكر عثمان أن عدداً من صوره نشرت على صدر الصحف والوكالات العالمية، ما جعله يؤمن بقدرته على الإسهام في نشر الحقيقة وإيصالها إلى العالم، وهو ما زاد حماسته ليواصل مشواره المعبّد بالمتاعب الصحافية من جانب، وحالته الخاصة من جانب آخر.
في قصة مشابهة، يعمل المصور الصحافي مؤمن قريقع الذي فقد ساقيه إثر تعرضه للقصف الإسرائيلي قبل عدة أعوام، وهو الآخر يقتنص أي فرصة تسنح له بالنزول إلى مواقع الأحداث لتصوير مشاهد العدوان، وهو على كرسي متحرك وبنصف جسد.
ويقول قريقع لـ«الأخبار»، إن التصوير ونقل الحقائق إلى العالم جزء أساسي من شخصيته، وتثور نفسه حينما يجد زملاءه الصحافيين انتشروا في مواقع الأحداث، ليسابقهم في ذلك، فيمسك بكاميرته لالتقاط أي صورة يمكن أن تصلها عدسته، ثم يعمل على نشرها هو الآخر عبر الوكالات الدولية، كما يعرض جزءاً منها على صفحته عبر «الفايسبوك».
في الخامس عشر من أيار 2011، أصيب عثمان بعيار ناري متفجر خلال تغطيته مسيرات العودة في ذكرى النكبة، ما أدى إلى إصابته بشلل نصفي، لكن إرادته لم تنكسر وظل يتلقى العلاج الطبيعي ليتحسن وضعه الصحي حتى صار قادراً على التنقل المحدود. مع بداية الحرب الإسرائيلية الجارية (الثالثة) على غزة، تابع محمد الأحداث عبر التلفاز وشبكات التواصل الاجتماعي. مضى اليوم الأول والثاني منها، وهو لا يزال يترقب التطورات لأنه لم يتوقع أن تطول المعركة. في اليوم الثالث، وبعد أن أخذت الحرب تتصاعد، قرر أن يعود عثمان إلى عمله ويكون عاملاً مساعداً في نقل الحقائق إلى العالم.
يقول لـ«الأخبار»: «عزمت على حمل الكاميرا مرة أخرى، ولم أحتمل أن أبقى بعيداً عن الأحداث»، ويذكر أن كاميرته تضررت في لحظة إصابته، ولم يكن بحوزته بداية هذه الحرب أي معدات للتصوير، لكنه استعارها من زملائه الصحافيين الذين شجعوه على ذلك، وانطلق نحو تصوير القصف متجاهلاً خطورة التنقل في ظل القصف العشوائي.
اتخذ المصور الشاب من سطح إحدى البنايات وسط مدينة غزة مقراً له، فاعتلاه وجلس على كرسيه المتحرك يلتقط مشاهد القصف، وخاصة لحظات سقوط الصواريخ. مع مرور الأيام ودخول الحرب مرحلتها البرية، زاد إصراره على استكمال عمله، وتوثيق الجرائم بحق المدنيين مع أن وضعه الصحي لا يسمح له بالجلوس مدة طويلة في ظل الإرهاق الذي يصاب به الأصحاء ممن يقفون طوال اليوم.
ويتحدث عن اليوم الذي جرت فيه مجزرة حي الشجاعية، شرقي غزة، قائلاً إنه كان يتابع عن بعد كيلومترات قليلة القصف على الحي، «وكانت القذائف والصواريخ تتهاوى بجنون على بيوت المدنيين، في هذه اللحظات أمسكت الكاميرا والتقطت صور تدمير البيوت والمصانع».
ظل محمد ذو الثمانية والعشرين عاماً على هذه الحال لعدة أيام تعرض فيها للخطر بسبب قرب القصف من السطح الذي اعتلاه بجانب عشوائية الاستهداف الإسرائيلي، ولم يعد خلالها إلا بضعة أيام لأخذ بعض الفُرُش وحاجيات تخص وضعه الصحي.
حتى بعدما أعلنت هدنة إنسانية لأول مرة وانطلق الناس لقضاء حوائجهم ومعاينة الدمار، لم يعد محمد إلى منزله، بل آثر الذهاب إلى أماكن الدمار وتوثيق ما يستطيع الوصول إليه، وخاصة أن الشوارع لم تعد صالحة لسير كرسيه المتحرك. وبمجرد انقضاء الهدنة وعودة الحرب، رجع إلى سطح البناية حيث كان. لكنه لم يخف أن نفسه تتوق للنزول إلى الميدان وتصوير آلام الناس عن قرب.
ويذكر عثمان أن عدداً من صوره نشرت على صدر الصحف والوكالات العالمية، ما جعله يؤمن بقدرته على الإسهام في نشر الحقيقة وإيصالها إلى العالم، وهو ما زاد حماسته ليواصل مشواره المعبّد بالمتاعب الصحافية من جانب، وحالته الخاصة من جانب آخر.
في قصة مشابهة، يعمل المصور الصحافي مؤمن قريقع الذي فقد ساقيه إثر تعرضه للقصف الإسرائيلي قبل عدة أعوام، وهو الآخر يقتنص أي فرصة تسنح له بالنزول إلى مواقع الأحداث لتصوير مشاهد العدوان، وهو على كرسي متحرك وبنصف جسد.
ويقول قريقع لـ«الأخبار»، إن التصوير ونقل الحقائق إلى العالم جزء أساسي من شخصيته، وتثور نفسه حينما يجد زملاءه الصحافيين انتشروا في مواقع الأحداث، ليسابقهم في ذلك، فيمسك بكاميرته لالتقاط أي صورة يمكن أن تصلها عدسته، ثم يعمل على نشرها هو الآخر عبر الوكالات الدولية، كما يعرض جزءاً منها على صفحته عبر «الفايسبوك».
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم