زوايا الإخبارية / كمال محمود :
توجد مخلوقات صغيرة تملك ثماني أرجل في وجوه ورؤوس 100% من البشر البالغين، كما تؤكد دراسة حديثة، لكنها أصغر من أن ترى بالعين المجردة، وتحتاج لمجاهر مختصة حتى تُشاهد، وهي تتشبث بجذور الشعر وتسبح في بحر من الزيوت التي تفرزها البشرة.
توجد مخلوقات صغيرة تملك ثماني أرجل في وجوه ورؤوس 100% من البشر البالغين، كما تؤكد دراسة حديثة، لكنها أصغر من أن ترى بالعين المجردة، وتحتاج لمجاهر مختصة حتى تُشاهد، وهي تتشبث بجذور الشعر وتسبح في بحر من الزيوت التي تفرزها البشرة.
لا يولد الإنسان مع هذه المخلوقات التي
تُسمى Demodex وتجمعها قرابة مع العناكب، لكنه يكتسبها في مرحلةٍ ما من
حياته، ولا يعلم العلماء كيف يتم ذلك ومتى ومن أين يحصل عليها، لكنهم
يؤكدون أنه لا يوجد رابط هنا بدرجة النظافة والعناية الشخصية، فهذه
المخلوقات ستغزو بصيلات الشعر في كل الأحوال، بعد سني الطفولة ربما، أو
خلال فترة الإرضاع من حليب الأم، كما تفترض إحدى النظريات.
وجديد الباحثين ليس في اكتشاف وجود هذا
النوع من المخلوقات، إذ إن الطب تمكن من اكتشافها قبل عشرات السنين،
وبالتحديد عام 1842، لكن الجديد في الدراسة التي نشرتها مجلة PLOS one،
الخميس، أن الباحثين يؤكدون وجود هذه المخلوقات في جميع البشر، الذين
تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، تقتات بنهم على الزيوت الموجودة في 5 ملايين
بصيلة شعرية في الشخص الواحد.
رفيقة الإنسان لآلاف السنين
تسمى هذه المخلوقات الصغيرة بـ"العث
"mites، وهناك - من فئة Demodex- فصيلتان منها تعيشان في البصيلات الشعرية
للبشر، في حين تمكن العلماء من تحديد 63 فصيلة أخرى تعيش في البصيلات
الشعرية للثدييات من الحيوانات كالكلاب والقطط، من دون أن تتسبب بالأمراض
غالباً.
وهناك أنواعٌ أخرى من "العث" قد تتسبب
بالأمراض، كـ"عث الغبار" الذي قد يتواجد في غرف النوم وأغطية الأسرّة،
ويتسبب عند بعض الأشخاص بالحساسية، عند الأطفال بشكل خاص، والتي تكون
أعراضها متكاملة مع أعراض الإصابة بالربو.
لا يعلم الباحثون من أين اكتسب الإنسان
هذه المخلوقات الصغيرة التي تتطفل على جسده، لكنهم يعتقدون أنه حملها في
جسده منذ آلاف السنين، ويظنون أن دراسة الحمض النووي الخاص بها قد يكشف
العديد من الأسرار العلمية الغامضة خصوصاً أنها رافقت الإنسان خلال آلاف
السنين، وتأثرت بالعوامل التي تعرض لها.
لا تمتلك هذه المخلوقات جهازاً هضمياً،
إنها تأكل الزيوت من على جسدك وتخزنها من دون أن تخلف أية فضلات، إلى أن
تكمل دورة حياتها وتموت، فتنفجر حينها وتتسرب كل محتوياتها على البشرة، لكن
هذه المرة بعد أن تكون قد امتزجت بالحمض النووي الخاص بها.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم