1
*بقلم / علي العكاسي

.. تبقى الحياة بكامل أفراحها وأحزانها ..
أحلامها وفواجعها ..تحفل في مشاويرها بالمزيد من المفاجأت واﻷقدار والتداعيات ... !
.. وتبقى هذه الحياة تمتعنا وتغرقنا داخل المساحات الناعمة والضاجة بالغفلة والتجاهل والنسيان ..ولكنها بالمقابل تدمينا وتصعقنا بمنعطفات أخرى من الخسائر في الصحة والمال والجاه والولد..وتضربنا حتى في أعز اﻷقربين لنا من الوالدين واﻷولاد والمحبين من الأصدقاء ورفقاء الدرب والمشوار ..!
وﻷنها _ كذلك _تحملنا ما بين مد وجزر شقاء وسعادة فإن علينا أن نؤمن أولاً وأخيراً بقضاء الله وقدره .. وعلينا أن نستحضر صدماتها وتقلباتها ﻷنها سنن الحياة وتشريعاتها في مخلوقات الله. .
وفي واقعنا اليومي نشهد كثيرا من الوقائع واﻷحداث بعضها يندرج تحت وطأت اﻷحداث الجنائية كالتحرش والتلاعب باﻷخلاق والقيم الإنسانية ..
تفضي في أحايين كثيرة إلى حوادث دموية تصل للقتل دفاع عن العرض والكرامات ..  فيصبح فيما بعد قضية كبرى يتجرع عواقبها اﻷبرياء من الناس ..!!
.. وفي موقع زوايا اﻹخبارية الذي يقوده الصديق ناصر القحطاني
استفزني كثيراً خبر الشاب الشهري والذي أودع السجن منذ 4 سنوات مضت ومنحه الصديق متابعات غير مستغربة لأنها مؤلمه عشناها بكل تفاصيلها. .
نتج عنها هذه التداعيات الحزينة .. انشطار قلب الأم من هول الحدث وهم يقودون ابنها إلى ساحة القصاص ومعاها انتكست حالتها الجسدية والنفسية وتدهورت حتى أصابها الشلل الرباعي وتعاقبت الجلطات في جسد اﻷم المكلومة .. فحلت المنغصات في بيت اﻷسرة المنكوبة والتي تنتظر فرجا قريبا من أهل المقتول والذين يستوعبون حجم المأساة من الطرفين ..وحتى لا يزداد الشقاء اتساعا بين أفراد اﻷسرة المنكوبة فإن الطموحات كبرى وبلا حدود في أن تلقى كل هذه الأصوات المبحوحة والراكضة من كل حدب وصوب المساحات البيضاء في قلوب أهل المقتول .. فاﻷجر  مضاعف وكبير وإنقاذ الرقاب من أجدر الأعمال وأعظمها ومحظوظ من كان لديه الإيمان في اتخاذ مثل هذا القرار  الجسور .
.. وندعوه في علاه بأن يجبر مصاب أهل الأحمري وأن يعوضهم خيراً وأن يجعل هذه المصيبة طريق للنجاة من النار والفوز بدعاء المخلصين الصادقين في هذه الحياة المثقلة بالمتغيرات والمفاجآت

 * إعلامي سعودي

إرسال تعليق

  1. جزاك الله خير للاخ علي العكاسي لمقالته الانسانية و نسأل الله العلي القدير ان يتغمد القتيل بواسع رحمته ويلهم اهله الصبر
    عبدالله الغنمي

    ردحذف

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى