كتبت / نهاد سبحي-
قد
يفعل فيك الشخص الذي تحبينه أشياء لا يمكنك نسيانها فتظل راسخة في ذهنك
مدى العمر، لكن ما عشته مع هذا الشخص، والحب الذي تكنينه له يجعلك تدافعين
عنه في غيبته حتى لو لم يكن يستحق ذلك، فتسعي إلى تلميع صورته أمام الناس،
وتبتكرين مبررات لا أساس لها من الصحة، فقط لكي لا يذكر اسمه بالسوء أمام
أصدقائك، أو أقربائك، خاصة والدتك، القلب الذي ينبض خوفا عليك والذي يعرفك
أكثر من مرآتك حتى.
تدافعينه عنه وتقولين أنه يعاملك جيدا وأن مع وقع
بينكما من خلاف، يمكن أن يحصل بين أي اثنان يحبان بعضهما البعض، لكن
الابتسامة التي تضفينها عند حديثك عنه، تخفي وراءها دموع الجراح التي سببها
لك، فتعيشينها بينك وبين نفسك دون أن يعلم بها أحد حفاظا عليه من الإهانة،
من طرف من يحبونك.
بعد تصرف مخجل يقوم به اتجاهك أو اتجاه أحد من
عائلتك، وخوفا من السياط الكلامية التي تنهمر عليك بسببه، لن تجدي أمامك
إلا حجة واحدة دفاعا عنه، وهي انعدام الخبرة لديه، أو أن أحدا لم يعره
اهتماما ويثقفه في هذا الموضوع، وقد يصل بك الأمر إلى الكذب والادعاء أنه
ندم على فعلته واعتذر إليك، وكله طبعا من نسج الخيال، مراعاة منك لمشاعره.
هنا
تكونين قد وصلت لمرحلة العشق والهيام، ليس مجرد حب يمكن أن ينمحي من
مخيلتك بسهولة، لتكذبي على كل من حولك، خوفا من أن تهتز صورته أمام الناس
ويتعرض للإهانة بسبب ما فعله بك.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم