تقرير : أسامة الكحلوت - غزة
دخلت المستشفى طفلة وأصبحت شابة على السرير |
يسرى أبو موسى حالة نادرة في المجتمع الفلسطيني
، حيث ترقد في غيبوبة منذ اثنتي عشر عاما نتيجة شلل دماغي بعد إصابتها بحادث سير
وسط خانيونس .
حين ترى هذه الفتاة وهى ترقد على سرير المستشفى تنتظر
الرحمة من الله والشفاء تتضرع قلوبنا ألما حمدا لله على نعمه .
يسرى أبو موسى طفلة عاشت أجمل لحظات حياتها بين أفراد
أسرتها وسط خانيونس ، تفرح وتلعب وتدرس على مدار ثمانية أعوام ، ولم تكن تدرى أن
حياتها العملية هي فقط ثمانية أعوام التي تعيشها لترقد بعدها في غيبوبة كاملة اثتنى
عشر عاما .
"أريد أن أرى
ابنتي تتحرك وتمشي كالسابق وتناديني ماما، أنها ترقد في غيبوبة منذ 12 عاما بعدما صدمتها سيارة وهى تقطع الطريق
لتسير مع إخوتها " هي عبارات ممزوجة
بالألم والحسرة نطقت بها والدة يسرى، وهي تتأسف لما آل إليه فلذة كبدها البالغ من 20
عاما ألان .
والدة الفتاة صباح أبو موسى "46 عاما
" بدموع الحسرة على ابنتها تقول
"كانت من أروع ابنائى جمالا وتفوقا في المدرسة وكانت تحصل على المرتبة
الثانية دائما في دراستها ، وكنت اخطط لها
مستقبليا أن تكون طبيبة تعمل على خدمة المجتمع "
وأضافت " بعد إصابتها ذهبت البهجة من
قلوبنا ومن البيت كله بعد إقامة ابنتي في المستشفى بظروف صحية صعبة ، ومن لحظة إصابتها
دخلت العناية المركزة لمدة 28 يوما ، ثم قام طاقم المستشفى بإيصال مجرى التنفس
بفتحة خارجية أسفل الرقبة ثم تم تحويلها لمستشفى دار الوفاء "
جسد نحيل يحمل في طياته كافة ملامح البراءة
والطفولة أطفأ حيويته حادث يسير ليتحول لجثة هامدة ترقد على سريرها تحت عناية طاقم
من الممرضات اللواتي يعملن على خدمتها على مدار الساعة .
بدون حراك على مدار اليوم يقلبها الممرضات نحو
اليمين واليسار حفاظا عليها التقرحات والالتهابات التي قد تضاعف إصابتها بالجلوس
فترة طويلة على نفس الوضعية .
وتضيف الأم " دخلت ابنتي المستشفى منتصف
عام 2002 وما زالت حتى هذه اللحظة ترقد على نفس السرير في نفس المكان دون حراك ، واحساسى وقلبي ووجداني يتحركان
نحوها يوميا لأنها قطعة منى ، وكنت أزورها كل أسبوع أكون بجانبها يوما كاملا ،
ولكن نتيجة الظروف المالية الصعبة في الوقت الحالي اكتفى بزيارتها مرة واحدة كل
شهر ، ولكنها تسكن وجداني وقلبي "
ونصح العديد من الأصدقاء الأسرة تحويل ابنتهم
للعلاج بالخارج في محاولة لتحسين ظروفها الصحية التي قد تكون ظروف غزة جزء من
معاناة ابنتهم ، لكن الظروف المالية لم تسمح لهم بذلك .
وتتمنى الأم في كل لحظة في دعائها أن تتماثل
ابنتها للشفاء ، وان تعود لها الحياة وتحتضنها
وتعود لأسرتها ، وتناشد وزارة الصحة بالعمل على إعادة تفعيل علاج ابنتها خارج فلسطين.
ومن جهته شرح الدكتور لبيب أبو ريدة اخصائى
التأهيل في مستشفى الوفاء حالة يسرى الطبية قائلا " يسرى دخلت المستشفى في
حالة غيبوبة بإصابتها بكسر في الجمجمة ونزيف دماغي واستمرت شهرين في مجمع الشفاء الطبي
ثم تم تحويلها لمستشفى الوفاء ، وما زالت منذ12 عاما تحت عناية طاقم الممرضات في
المستشفى "
وأضاف :" إصابتها تعتبر شلل دماغي وغيبوبة
مزمنة ، وحافظ عليها طاقم المستشفى من مضاعفات الغيبوبة مثل الإصابة بتقرحات
فراشية و الإطراف والالتهابات "
وتبقى يسرى رسالة إنسانية تحمل في إصابتها كل معاني الألم والأمل ، على أمل
الشفاء يوما لتعود إلى أسرتها لترسم على شفاههم البسمة بعودتها إليهم.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم