0
          أُسْدُ الجزيرة 
 ناصر آل عواض عسيري


لا يقرَبِ الحرَبَ من في طرفِهِ حَوَرُ
            ولا يصِـفْها لِـغِـرٍّ  من بهِ عَــوَرُ

مُنعَّمُ العيـشِ واهٍ في خُـصومتِهِ
           وناقصُ الرّأي يثني عزمَهُ خَوَرُ

لا يجتليها الذي غابتْ بصيرتُهُ
لن يَصدُقَ الوصفُ حتّى يَصدُقَ النّظرُ

دارتْ رَحاها فلا حُزْنٌ ولا وهَنٌ
           بذا أُمِـرْنَا وجاءتْ تُـقْـرَأُ السُّورُ

نَهـجُ النبيِّ مع أعـــداءِ مِلّـتِـهِ
   ضربُ الرّقابِ ليُعمَىٰ السّمعُ والبصرُ

بهِ حمَى الدِّينَ والدُّنيا صحابُتُهُ
         وفَصَّلَ القولَ في أخبارِهِم أثَــرُ

ما أشبهَ اليومَ في أيامهم مثلاً
           تنادتْ الـرّومُ للإسـلامِ والغَـجرُ

وجنّدوا كلّ من ظلّت عقائدُهم
           لهدمِ سُنةِ من يُهدَىٰ بهِ البَـشَرُ

واستأْسَدَ الفُرسُ حتّى قَالَ قائلُهُم
       عُدْنا بكسرى وسَادَ الفُرسُ ياعُمرُ

وأعلنوها من الشيشانِ واضحةً
          شِبهُ الجزيرةِ منها يُؤخذُ الحَذرُ

صُبّوا عليها من الإعلامِ وابِـلَـةً
           وزلـزلـوها ليُقضَى مِنهُم الوَطرُ

ودنَّ رجْعُ الصّدى أبواقَهم معنا
          فدندن العُودُ منهم وانثنى الوترُ

حتّى غدونا مع أبناءِ جلدتنا
          كساقٍ السُّمَّ أُمّـاً وهي تحتضرُ

لا لن تُمُتْ أمةٌ .. واللهُ كافِلُها
          حتّى ولو جوفُها بالسُّمِّ يَعتصِرُ

إنَّا على نهجِها بيضاءُ ناصِعةٌ
         محجّةٌ غارَ منها الشمسُ والقمرُ

لم يُحرمِ النّورَ منها غيرُ شِرذمةٍ
        كَـبُّـوا مناخِـلَـهُم والنّــورُ ينتـشِـرُ

يا مِلّةَ الكُفرِ في أنحاء كوكبنا
        لن يُغـْنِكُم جمعُكم والمالُ والسَّحَرُ

غَـدًا لنا في رِحابِ الشّامِ ملحمةٌ
          سيُهزمُ الجمْعُ مخذولاً وننتصِرُ

لا تُنكروها ففي أسفارِكُم وردتْ
   تحكي الصحائفُ في التوراةِ والزُّبُرُ

أمّا علمتُم بِأَنَّـا في جـزيرتنـا
    أسباطُ أحمدَ والصّحْبِ الذي ذُكروا

فلا تغُــرنَّكم فيـنـا فراسَتُـكُم
         فـَوالّـذي سَنّــها إنَّــا لهـا صُـبُـرُ

أُسْدُ الجزيرةِ في الأطرافِ تدّلِجُ
           عدوّنا يحتثي بالطّينِ إن زأروا

سلـُوا جبالاً على حدِّ الجنوبِ لنا
         تُنبيكُم الطيّرُ والأشجارُ والحَجرُ

بمن تنادوا وساقوا قبلَهم نُذُرًا
          لمن تمَــادَوا فما أغنـتـهُمُ النُّـذُرُ

أجلِبْ بخيلِكَ يا إيرانُ واعط لهم
          ووعـودَ نصـرِكَ يا أفّـاكُ يا قَـذِرُ

فما لهُم عندنا إِلَّا التي عَلِموا
           لـوّاحةَ الكُـفرِ لا تُبـقي ولا تَـذرُ

      ناصر آل عواض عسيري 
            ٦  ذي الحجّة ١٤٣٧ هـ

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى