0
شفافية القلوب:
إن في القلوب شفافية عجيبة،تظهر وتتأثر بالكلمات الرقيقة وبالمواقف المؤلمة التي تستعطف العواطف فتعدو بها نحو الخير،وفي الجانب الآخر تجد في القلوب قسوة عجيبة حتى إن بعضها كالصخور الصلدة،أو اشد من ذلك،وقد بين الله تعالى حال تلك القلوب من حيث اللين والقسوة،فقال تعالى:{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.
فهذا يتمثل في قلوب الذين يخافون مقام الله تعالى،فتجد قلوبهم تتأثر بكلام الله عزل وجل ويستجيشها ما فيه من الوعد والوعيد،وترى المبتعد عن سماع كلام الله تعالى في قلبه قسوة،فهو يقتل ويبطش ويظلم،دون وازع يردعه .
قال عزل وجل عن قسوة قلوب بني إسرائيل{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.
فبعض القلوب القاسية لا يلينها إلا المواعظ بما في كتاب الله تعالى وبما في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،حيث قال تعالى عن تأثير القرآن الكريم على الجبال{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
فلو كان الناس في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي فإن هذا القرآن له تأثير عليها،فلو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله تعالى،أي لكمال تأثيره في القلوب،فإن مواعظ القرآن أعظم المواعظ على الإطلاق،وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها،وهي من أسهل شيء على النفوس.
إذاً فهذه الشفافية التي في القلوب داعية إلى استخدام المواعظ المؤثرة التي تبين لها الطريق وتردها للحق، كما إن القسوة القلبية التي توجد في بعض القلوب في أمس الحاجة إلى المواعظ القرآنية والنبوية التي تقتلعانها من حمأة الرذيلة وانحراف العقيدة إلى سبل السلام والهداية.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم


 
الى الاعلى